الإيرانيون يتوجَّهون لصناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للجمهوريَّة

قضايا عربية ودولية 2021/06/19
...

 طهران: محمد صالح صدقيان 
 
فتحت صناديق الاقتراع، أمس الجمعة، أمام الناخبين الإيرانيين لانتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس الإيراني حسن روحاني في انتخابات رئاسية هي الثالثة عشرة من نوعها منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية عام 1979، اضافة إلى انتخابات المجالس البلدية والانتخابات التكميلية لاعضاء البرلمان ومجلس 
خبراء القيادة. 
ويحق لأكثر من 59 مليون ناخب من مجموع نفوس إيران البالغة 85 مليون نسمة الاشتراك في هذه الانتخابات التي تعد مهمة في ضوء التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها وتحديدا في ما يخص العقوبات الاميركية التي فرضت على ايران بعد انسحاب الرئيس الاميركي من الاتفاق النووي عام 2017. 
ويتنافس في هذه الانتخابات اربعة مرشحين هم ابراهيم رئيسي ومحسن رضائي وقاضي زادة هاشمي الذين يمثلون التيار الاصولي المحافظ بينما يدخل عبد الناصر همتي محافظ البنك المركزي كممثل للتيارَين المعتدل والاصلاحي. 
وبدت صناديق الاقتراع مزدحمة صباح الجمعة حتى الظهر لكنها كانت فاترة في وقت الظهيرة على أمل أنْ تكون اكثر ازدحاما غروب الجمعة حتى موعد اغلاق الصناديق في الساعة الثانية عشرة مساء بسبب اجراءات اتخدتها اللجنة العليا لمكافحة جائحة كورونا. 
وتجرى الانتخابات ليوم واحد في داخل ايران وخارجه حيث يحق لجميع المواطنين المشاركة في هذه الانتخابات دون تمييز في الجنس كما يحق لاعضاء المؤسسات العسكرية المشاركة في هذه الانتخابات. 
واشارت توقعات اولية لنسبة المشاركة في هذه الانتخابات التي تتراوح بين 45 إلى 55 بالمئة. وقد توجه العديد من الشخصيات والرموز السياسية للادلاء بأصواتهم في الانتخابات امثال المرشد الايراني الاعلى وجميع الشخصيات السياسية الاصولية والاصلاحية ماعدا الرئيس الايراني الاسبق محمود احمدي نجاد الذي اعلن مقاطعة هذه الانتخابات لاسباب تتعلق برفض مشاركته في السباق الانتخابي لاسباب لم يوضحها مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على دراسة اهلية المرشحين لهذه الانتخابات.
وقد خيم الملف الاقتصادي على دوافع الناخبين الذين يطمحون لرؤية حكومة قادرة على معالجة المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها ايران والتي سببتها العقوبات وسوء الادارة من قبل حكومة الرئيس روحاني. 
وامتنع التيار الاصلاحي عن دعم اي من المرشحين تاركا الباب مفتوحا امام الناخبين والمناصرين لانتخاب من يرونه الاصلح؛ اعتراضا على رفض مرشحيهم الدخول في السباق الانتخابي لكن ذلك لم يمنع من دعوة الرموز الاصلاحية المواطنين الايرانيين للمشاركة في الانتخابات التي رأوا فيها انها تعزز المشاركة الشعبية في ادارة البلاد .
وترجح المصادر فوز المرشح الاصولي ابراهيم رئيسي في الجولة الاولى من هذه الانتخابات، الا أنَّ اوساطا سياسية قريبة من الاصلاحيين تسعى لتحفيز المواطنين للادلاء باصواتهم لصالح عبد الناصر همتي للحيلولة دون نجاح رئيسي باغلبية الاصوات وهي 50 + 1 من مجموع المقترعين بغية اجراء جولة ثانية من الانتخابات لكن مصادر مواكبة تستبعد تحقيق ذلك. 
وأكدت وزارة الداخلية الايرانية، التي تشرف على العملية الانتخابية، أنَّ النتائج سوف تعلن ظهر اليوم السبت. 
من جانب آخر، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه تم إحراز تقدم في المحادثات المتعلقة باستئناف الالتزام بالاتفاق النووي مع إيران، رغم التحديات.
وقال المتحدث باسم الوزارة نيد برايس في إفادة للصحفيين عبر الهاتف: "استطعنا تحقيق بعض التقدم لكن هناك تحديات"، وأضاف، "لا نتبنى إطارا زمنيا محددا للجولة السادسة من المحادثات".