تداعيات المحرّق خطيرة !

الرياضة 2021/06/20
...

طه كمر
بعد أن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تداعيات الخسارة التي تعرض لها منتخبنا الوطني أمام نظيره الإيراني بهدف وتنازله عن صدارة المجموعة الثالثة بالتصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لمونديال قطر 2022 وكأس آسيا 2023 في الصين، نلاحظ ان هناك هجمة كبيرة من دون تخطيط على واقع الحال الذي أفضى الى أن يكون منتخبنا ليس بالمستوى المطلوب، خصوصا ان تراجع مستواه الفني من مباراة الى أخرى يشكل أمرا خطيرا ولا يمكن تجاهله والسكوت عنه، لكن ليس بهذا القدر من الاتهامات والتقاطعات وتصفية الحسابات، إزاء تداعيات ملعب المحرق الخطيرة التي جعلتنا نعيد النظر بمستوى اسود الرافدين.
كل منتخبات العالم تتعرض لانتكاسات كثيرة خصوصا في بطولات واستحقاقات دولية مهمة، والأمثلة عديدة على منتخبات أوروبية ذائعة الصيت، لكننا عندما نتحدث عن موضوع الساعة والحدث الأهم، يجب أن ننتقد بموضوعية ما تقدم من أداء ونتائج لمنتخب العراق، فرغم تحقيقه فوزين باهتين على كمبوديا وهونغ كونغ، إلا اننا سجلنا انطباعاتنا التي تسفر عن انتقادنا للمستوى البائس الذي ظهر عليه منتخبنا ولاعبونا الذين كنا نعول عليهم كثيرا، لتأتي البراهين والدلائل على انخفاض المستوى العام في اللقاء الأخير أمام منتخب ايران الذي كانت معظم دقائقه تسير من طرف واحد، وكان بإمكان منتخب ايران أن يخرج بغلة كبيرة من الأهداف.
منتخبنا وبرغم المستوى المترهل الذي ظهر به خلال التجمع الأخير في البحرين، الا انه حقق المطلوب وتأهل ولو بالبطاقة الثانية الى الدور الحاسم، لكننا نقولها بكل صراحة ان هذا المنتخب لن يذهب بعيدا في الدور الحاسم ما لم تعالج كل الهفوات ابتداء من تغيير المدرب أو تغيير نهجه واسلوبه الذي لا يمكن أن يغيره، خصوصا انه يبدو متخوفا جدا وليس لديه أدنى ثقة بلاعبيه، ليختار التكتيك الدفاعي البحت الذي جعل منتخبنا كتلة تتألف من سبعة لاعبين في الخلف ومهاجم ضائع بين دفاعات ايران، وخلفه لاعبان لا حول لهما ولا قوة.
الوقت يمضي والاتهامات هنا وهناك أفرزت كل ما يعتري عقول ونوايا الشارع الرياضي من لاعبين ومدربين ونقاد وإعلاميين وصحافة، فكلٌ بات يصفي حساباته مع الآخرين على حساب مستقبل المنتخب الوطني الذي ينتظره مشوار مهم اذا ما عبره سيجد نفسه في العاصمة القطرية الدوحة ليخوض نهائيات المونديال الأغلى، لذلك أرى ان كل طرف يغني على ليلاه إزاء ما تمخضت عنه نتائج المنتخب الأخيرة التي أوصلتنا الى أن نقتنع جميعا بانتفاء الحاجة الى المدرب السلوفيني كاتانيتش بالرغم من ضيق الوقت، لكننا لا نريد العودة الى المربع الأول، ونمني أنفسنا باللعب بالاسلوب الهجومي وتسجيل الأهداف لحسم النتائج المهمة، وهذا لا يمكن أن يتحقق في ظل تواجد هذا المدرب الذي أوصلنا الى حالة الملل واليأس.