الصباح: نافع الناجي

 

شهدت قطاعات الإسكان والبناء والعقارات نمواً ملحوظاً خلال الشهور القليلة الماضية في محافظة المثنى، ولاسيما بعد إطلاق الحكومة لمبادرة الإسكان بدعم من البنك المركزي العراقي، في الوقت الذي ارتفعت فيه كلف المواد الانشائية وخصوصا المستوردة منها بعد صعود صرف الدولار مقابل الدينار العراقي.

وذكر مطورون عقاريون ووسطاء التقتهم {الصباح}، أن شروع محافظة المثنى بتوزيع مئات قطع الأراضي السكنية على الملاكات الصحية والجيش الابيض وشرائح أخرى مختلفة، فضلا عن إطلاق المبادرة الإسكانية لشراء العقارات في المجمعات الاستثمارية وعوامل أخرى، أسهمت بالمجمل في إنعاش قطاع الاسكان الذي عانى من جمود وكساد منذ غزو عصابات داعش الارهابية في حزيران 2014.

 

ارتفاع الكلف

وأوضح جبار حمد كريدي مقاول إنشاءات أنه {لولا رفع قيمة صرف الدولار أزاء العملة الوطنية لشهدنا انتعاشة حقيقية لقطاع العقارات والإسكان في عموم مدن المحافظة، إذ أسهم قرار الحكومة برفع معظم أسعار المواد المستوردة الداخلة في البناء كحديد التسليح والسيراميك والمرمر والصحيات والمستلزمات الكهربائية وغيرها}، مضيفاً {يفترض ان تراعي الحكومة هذا الأمر وتضخ كميات من مواد البناء في منافذ وزارة التجارة بأسعار مدعومة لإعانة المواطنين وتذليل المعوقات لإكمال تشييد وحداتهم السكنية، فقروض البناء لم تعد تكفي لمواجهة الارتفاع الكبير في أسعار تلك المواد كحديد التسليح مثلا}.

 

إقبال على الشراء

شهدت المجمعات السكنية الاستثمارية في السماوة إقبالا ملحوظاً بعد إطلاق مبادرة الإسكان التي تبناها البنك المركزي العراقي مؤخراً، إذ شهدت مجمعات لؤلؤة ساوة، ابن يقطين وإسكان الدوح وغيرها، توافد عدد كبير من المواطنين وتقديم طلبات شراء وحدات سكنية بموجب المبادرة المذكورة.

وقدمت بعض تلك المجمعات عروضاً مغرية وبمقدم لا يزيد على عشرة ملايين دينار لتملك وحدة سكنية بمساحة (200) متر مربع في غضون بضعة أشهر فقط.

كما تشير بيانات المصرف العقاري في المثنى الى إنجاز إقراض وتسليف الوجبة الاولى من المواطنين بمبالغ تصل حدودها القصوى الى مئة مليون دينار للوحدة السكنية الواحدة، كما تم ترويج الدفعة الثانية ورفعها الى الادارة العامة بانتظار الموافقات الرسمية، لا سيما بعد زيادة رصيد المصرف العقاري الى نحو ترليون دينار لتغطية الطلبات المتزايدة من المواطنين لتملك الوحدات السكنية بموجب مبادرة الاسكان الحكومية.

 

نمو المبيعات

شهد سوق المواد الانشائية حركة دؤوبة خلال الاسابيع الماضية بفعل تنامي الطلب وتوسع الحركة العمرانية بعد فتح احياء جديدة بمدينة السماوة، مثل الزهور، 36، الشراكية، الاساتذة والنفط الجديد وغيرها.

ويذكر علي قاسم حسون (متعهد انشاءات ومجهز)، ان {كل المواد الانشائية الداخلة في البناء قد ارتفعت أثمانها تقريبا باستثناء الاسمنت المحلي المنتج من مصانع السماوة الاربعة فقد حافظت على سعرها المقارب لنحو 95 ألف دينار للطن 

الواحد}. مضيفاً {ان شيش التسليح الاوكراني ارتفع الى نحو مليون ونصف للطن الواحد، وكذلك بقية المواد شهدت ارتفاعات متفاوتة مابين 25-30 بالمئة لكون اغلبها مستوردة، وحتى المنتجات المحلية ارتفعت بسبب استيراد المواد الخام بالعملة الصعبة}.