قمة بين اتلتيكو واليوفي واختبار سهل للسيتي

الرياضة 2019/02/19
...

مدريد/ أ ف ب 
أوعز ماسيميليانو أليغري إلى لاعبي يوفنتوس الإيطالي بعدم الخوف من مضيفهم أتلتيكو مدريد الإسباني اليوم الأربعاء في ذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، لكن الخروج من هذا الدور المبكر سيشكل صفعة لأي من الطرفين.
يُعدّ يوفنتوس المدجج بالنجوم وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، وأتلتيكو المعتاد بلوغ الأدوار المتقدمة، من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، بيد أن قرعة كانون الأول أوقعتهما في خانة واحدة في باكورة الأدوار الإقصائية.
وقال أليغري بعد الوقوع مع أتلتيكو «من يملك الطموح لا يخاف»، فيما أشار مدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني «هي أشبه بمباراة نهائية».
بلغ الفريقان مجموع 12 مباراة نهائية في المسابقة القارية الأولى، وباستثناء الموسم الماضي الذي شهد تتويج ريال مدريد الإسباني على حساب ليفربول الإنكليزي، تواجد أحدهما في المباراة النهائية بين 2014 و2017، لكن أتلتيكو خسر الموقعتين أمام جاره اللدود ريال في 2014 و2016 ويوفنتوس أمام برشلونة وريال في 2015 و2017 تواليا.
وستكون الأنظار مركزة على رونالدو، الهداف التاريخي للمسابقة (121 هدفا في 158 مباراة)، وصاحب الخبرة الكبيرة ضد الأندية الإسبانية بعد عشر سنوات أمضاها في الفريق الملكي.
وتعد مسابقة دوري الأبطال المحببة لابن جزيرة ماديرا البالغ 34 عاما، فمنذ العام 2011 لم يسجل أقل من عشرة أهداف في موسم واحد، وفي 31 مباراة ضد أتلتيكو مدريد هز شباكه في 22 مناسبة. وكما قال نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي عن يوفنتوس «يملكون فريقا جيدا وبات لديهم الآن كريستيانو رونالدو».
 
يوفنتوس وانتظار العقدين 
لكن مع الانتظار يأتي الضغط. يسير يوفنتوس نحو انتزاع لقب ثامن تواليا في الدوري المحلي، بيد ان اشتياقه للمسابقة القارية بدأ يزيد.
حمل لاعبو مدينة تورينو الكأس للمرة الأخيرة في 1996 مع جانلوكا فيالي وأليساندرو دل بييرو والفرنسي ديدييه ديشان وأنتونيو كونتي، لكن مع رونالدو تحلم «السيدة العجوز» بنقل النجاحات الكبيرة لريال في السنوات الأخيرة والتي توج فيها مع الـ»دون» أربع مرات في آخر خمس سنوات.
يرى مدربه أليغري «يجب أن نكون حذرين من أتلتيكو. وأن نجد اللحظة المناسبة للتسجيل. من المهم أن نسجل هناك وإلا سيكون التأهل صعبا».
على الطرف المقابل، يملك أتلتيكو فرصة نادرة في بلوغ النهائي الذي سيقام في ملعبه الجديد «واندا متروبليتانو». يرى سيميوني «بالطبع نحن ملهمون لخوض النهائي على ملعبنا الخاص، في مدينتنا وأمام جماهيرنا».
تابع «لكن من غير المجدي تخيل ذلك. سيظهر الواقع ما نستحقه».
مدد سيميوني عقده مع «لوس كولتشونيروس» الأسبوع الماضي حتى العام 2022، وفي وقت اسهم عمله برفع الفريق إلى مصاف الكبار في أوروبا، يشكك البعض بتحقيقه المزيد من التقدم. ودع فريق العاصمة كأس الملك ويبتعد بفارق سبع نقاط عن برشلونة متصدر الدوري بعد خسارتين تعرض لهما الشهر الماضي في الليغا.
لم يستفد الفريق كثيرا من انتقالاته الصيفية، وهناك شكوك حول الفائدة من استقدام المهاجم ألفارو موراتا في فترة الانتقالات الشتوية، ليس فقط لارتباطاته السابقة بالغريم ريال، بل لابتعاده عن مستوياته التهديفية.
وفي ظل التساؤلات حول طريقة لعب سيميوني مع اقتراب المباريات الكبرى، يقول نجم الفريق وهدافه أنطوان غريزمان «يعجبني أسلوبه، ويجعلنا نفوز».
يضيف بطل العالم في حديث لموقع الاتحاد الأوروبي عن إقامة المباراة في ملعب أتلتيكو «هذا حافز إضافي لنا وللجماهير. ستكون الطريق صعبة للوصول إلى هناك لكن سنقدم كل ما في وسعنا».
والتقى الفريقان في دور المجموعات لنسخة 2015 فتعادلا سلبا في تورينو وفاز أتلتيكو إيابا على أرضه بهدف التركي أردا توران.
 
السيتي وحلم الرباعية 
في وقت كان غريمه المحلي ليفربول يستمتع بشمس ماربيا الأسبوع الماضي، غرق مانشستر سيتي الإنكليزي في وحول ملعب نيوبورت المتواضع للابقاء على حلمه التاريخي باحراز أربعة ألقاب في موسم واحد.
يتحول اهتمام «سيتيزينس» من جنوب ويلز الى شالكه اليوم الأربعاء في ذهاب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك قبل موقعة تشلسي الأحد في نهائي كأس رابطة الأندية الإنكليزية على ملعب ويمبلي الشهير.
بعد عقد من الملكية الإماراتية للطرف الأزرق في مدينة مانشستر، بات احراز لقب المسابقة القارية للمرة الأولى في تاريخ النادي ذات أولوية كبرى. لكن مع الهيمنة الكاسحة على الدوري الموسم الماضي ووصوله إلى حاجز المئة نقطة، بات فريق المدرب الإسباني الفذ جوسيب غوارديولا أمام حلم تحقيق رباعية نادرة تتخطى ثلاثية يتغنى بها غريمه الأحمر في المدينة مانشستر يونايتد في موسم 1998-1999.
بعد أسبوعين من سحقه تشلسي القوي 6 -صفر في الدوري المحلي، سيكون مانشستر سيتي مرشحا قويا لنيل لقب كأس الرابطة نهاية الأسبوع الحالي، كما من المتوقع أن يتخطى مضيفه شالكه المتقوقع في المركز الرابع عشر في الدوري الألماني.
كما بلغ سيتي ربع نهائي مسابقة الكأس بعد فوزه المريح على نيوبورت 4-1، فيما يحتل صدارة البريميرليغ بفارق الأهداف عن ليفربول الذي لعب مباراة أقل.
وعن محاربة فريقه على أربع جبهات بدلا من التركيز على دوري الابطال والدوري المحلي على غرار ليفربول الذي ودع مسابقتي الكأس المحليتين، أصر غوارديولا «من الأفضل أن نكون في هذا الوضع».
تابع مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني السابق «من المهم أن نبقى في أربع مسابقات في شباط. نذهب الآن إلى المسرح الكبير، دوري الأبطال، وسنرى (ماذا سيحصل) في أيار وحزيران».
وبدلا من القاء اللوم على الارهاق والمحاربة على أربع جبهات، يحظى غوارديولا بخيارات واسعة في تشكيلته الحالية.
سجل الألماني لوروا سانيه (لاعب شالكه السابق) واليافع فيل فودين والجزائري رياض محرز في مواجهة نيوبورت الأخيرة، وذلك بعد أسبوع من غيابهم عن الفوز الكبير ضد تشلسي، وبالتالي حصلوا على أحقية خوض مواجهة شالكه في غلزنكيرشن.
لكن خلافا لرصيده المحلي الخارق باحراز لقب الدوري المحلي سبع مرات في تسعة مواسم مع برشلونة وبايرن وسيتي، يعاني غوارديولا لنقل نجاحه إلى المسابقة القارية الأولى بعد تتويجه في 2011 مع برشلونة.
 
 الابقاء على ايقاع المنافسة 
وفي معظم مواسمه الماضية، كان غوارديولا يضمن منطقيا لقب الدوري المحلي في شباط ويتفرغ لمنافسة قارية لم تبتسم له بعد تركه التشكيلة الذهبية لبرشلونة.
لكن الآية انقلبت هذا الموسم، فبعد ثلاث خسارات في أربع مباريات في الدوري في كانون الأول، منح سيتي الأمل لليفربول باحرازه لقبه الأول بعد انتظار مستمر منذ 29 عاما.
ويرى البعض أن بقاء سيتي متأهبا لمنافسته المحلية حتى الأسابيع الأخيرة من الموسم، سيبقي لاعبيه ضمن ايقاع المواجهات الكبرى ويعزز من حظوظه في الوصول الى لقب المسابقة القارية الثمينة.
مخاطرة قد يرغب غوارديولا بعيشها إذا أراد دخول تاريخ الكرة الأوروبية مجددا بعد انجازاته مع ميسي ورفاقه.
والتقى الفريقان في نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية 1970، ففاز شالكه على أرضه 1 -صفر قبل أن يعوض سيتي بنتيجة ساحقة 5-1، ثم يتابع المشوار نحو النهائي حيث أحرز لقبه القاري الوحيد. وفي كاس الاتحاد الأوروبي 2009، التقى الفريقان في دور المجموعات حيث فاز سيتي بهدفين.
وانتهت آخر ثلاث مشاركات لشالكه في دور الـ16 وهو يأمل في تكرار انجازه في 2011 عندما بلغ نصف النهائي.
وحل شالكه وصيفا لمجموعته وراء بورتو البرتغالي، فيما تصدر سيتي بفارق خمس نقاط عن ليون الفرنسي وبلغ الدور الاقصائي للموسم السادس تواليا، علما بأنه ودع الموسم الماضي من ربع النهائي أمام مواطنه ليفربول.