الغش التجاري.. موت مغلَّف يقدمه الجشعون لنا

ريبورتاج 2021/06/28
...

 آية حسين 
استيقظت الشابة نرمين محمد على اتصال مندوب الصفحة التي طلبت منها كعكة عيد ميلاد، اذ اخبرها بانه قريب من المنزل وطلب منها انتظاره في الباب لكنه تأخر ساعتين، وبعد طول انتظار وصلت الكعكة لكنها تفاجأت بانها ليست مشابهة لما رأته في الصورة الموجودة في الموقع الذي طلبت منه، فنرمين من الاشخاص الذين وقعوا ضحية الغش التجاري الذي صاحب التسوق الالكتروني في الآونة الأخيرة، والذي بدأ ينافس اهل المحال والمجمعات التجارية، ما دفع الكثير منهم للاعلان عن بضائعهم في مواقع التواصل الاجتماعي.
ان بعض المواقع تقوم بترويج لمنتجاتها عن طريق المشاهير بعد الاتفاق معهم مقابل مبلغ من المال للاعلان عن المنتج وذكر ايجابياته عبر صفحاتهم الشخصية، ما يشجع متابعيهم على انتقائه، فيقعون  في الفخ بعد اكتشافهم حقيقة المنتج، بأنه مزيف ورديء، وهذه واحدة من الطرق التي يسلكها بعض اصحاب المواقع لخداع وتضليل المستهلك، وتعد من  العوامل التي تؤثر تأثيراً سلبياً في المستهلكين وبالتالي تؤدي إلى فقدان المصداقية والثقة ما ينعكس سلباً على الحركة التجارية في البلاد.
 
خداع الزبائن
واضافت نرمين علي (25 عاماً) وعلامات الحزن والتعب تبدو واضحة على ملامحها : بسبب انشغالي بالعمل وقرب عيد ميلاد والدتي فلم يكن امامي خيار آخر غير طلب كعكة الميلاد من الانترنت، لكنني صدمت عند رؤيتها، فشكلها مختلف عما طلبته، فضلاً عن طعمها وكأنها فاسدة، ما دفعني الى رميها في سلة المهملات. 
 
الاعلانات الكاذبة
تغري الاعلانات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي بالشراء، اذ ان الاسعار ارخص مما موجود في المحال والمجمعات التجارية، هذا ما اكده لنا الشاب محمد ياسر (30 عاماً) مواصلاً حديثه: {قمت بطلب ملابس من احد المواقع الالكترونية، وعند وصول الطلب تبين أن القياس والألوان مختلفة تماماً عما طلبته، فسارعت في الاتصال بالمندوب لكنه لم يرد على اتصالي، وحاولت أن اتواصل مع الموقع لكن ايضاً لم اجد اي اجابة}.
 
رداءة المنتج
هذه المرة الأولى والأخيرة التي اقوم بها بالتسوق عن طريق الانترنت هذا ما بدأت به ياسمين حيدر (22 عاماً) في معرض حديثها واضافت: {اتفقنا انا وزميلاتي على حجز مستلزمات التخرج عن طريق احد المواقع الالكترونية، فقمنا بالحجز وتم إبلاغنا انه سيتم تسلمنا لها بعد عشرين يوماً، وبعد طول انتظار وصلت المستلزمات لكننا تفاجأنا بأنها لا تحتوي على اية لمسة جمالية، فضلاً عن أن نوعية القماش رديئة، ولم يكن امامنا غير الخضوع للأمر الواقع والتقاط الصور بها لان الوقت لم يسعفنا لشراء قطع اخرى، فلم يبقَ على صورة التخرج سوى يوم واحد}.
 
توفير الوقت
اما الشابة هند محمد فلها وجهة نظر مختلفة تماماً، اذ تقول: المواقع الإلكترونية ساعدتني كثيراً في اختيار الملابس المفضلة والتي لم تتوفر في المجمعات بسهولة، مضيفة {لكوني موظفة واماً، اجد صعوبة في يوم الاجازة بين تلبية احتياجات المنزل والتسوق بسبب ضيق الوقت، لكن الحمد لله بعد انتشار المواقع الإلكترونية اصبح بامكاني اختيار الملابس، وايضاً شراء بعض احتياجات المنزل والأولاد عن طريق الانترنت.
ويتفق معها في الرأي محمد جبار (45 عاما) اذ قال: {المواقع الالكترونية خدمتني كثيراً، اذ يمكنني اختيار الذي يناسبني لكوني اعاني من السمنة، مبيناً انه {في السابق كنت اجد صعوبة بالغة في اختيار الملابس لكون المحال المخصصة للقياسات الخاصة قليلة جداً، وايضاً وفرت الوقت وجعلتني اتخلص من زحمة الشوارع}.
 
مصدر الرزق
اعتاد الشاب محمد جبار(30 عاما) على تصوير بضاعته الجديدة ونشرها في موقعه الإلكتروني، فيقول: {بعد تخرجي من الجامعة قمت بانشاء موقع للتسوق الإلكتروني، وفي البداية قمت ببيع بضاعتي على المقربين، لكن بعد مرور سنة قمت بالترويج لاكثر من مرة عن طريق الاصدقاء، فاصبح لدي عدد كبير من الزبائن}، مبيناً ان البعض من اصحاب المواقع الالكترونية ومع شديد الاسف يحاولون خداع المستهلكين لتحقيق الربح، لكن انا والحمد لله امتلك الكثير من الزبائن، لكوني اعتمد على مبدأ المصداقية معهم.