شيماء عماد
هل انت شخص توصف باللطيف مع الآخرين ؟ هل يفهمك الآخرون كذلك ام يفسرون لطافتك (جُبناً وتخاذلاً).بالنسبة لي انتهى عهدي مع سوء فهم اللطافة بعد حادثة مررت بها في المدرسة الثانوية كُنَّا في عمر المراهقة في الصف السادس «الإعدادي}، كنت لطيفة مع جميع زميلاتي ولا امتلك اي “تنمر” مع اي واحدة منهن وهذا على ما يبدو كان سيئاً بالنسبة لبعض الفتيات “المتنمرات” المتخصصات في عمل تكتلات ضد اي فتاة لطيفة! إحداهن كانت والدتها أستاذة لنا في المدرسة وكانت على خلاف مع صديقتي المقربة لموضوع يخصهما منذ زمن، وانا أُخذتُ بذنب لا يد لي فيه ، اذ تحاول الفتاة “المتنمرة” الضغط على والدتها المدرسة لتعريضنا لأي نوع من العقوبات ورغم ان مُدرستنا تحاول الفصل بين امومتها وبين حقنا كطالبتين مجتهدتين الا أن الامومة تغلبت في ذلك الصباح، اذ كنت جالسة انا وصديقتي في درس مدرستنا العزيزة مبتسمتين فباغتنا صوت مدرستنا وهي تنهر صديقتي وتتهمها بتجاوز قانون الاحترام في الصف، لانها اي صديقتي كانت تضحك “عليها” اي على مدرستنا ؟!
ياالله ماهذه التهمة؟وسط ذهولنا جميعاً انهال على مسمعي اسمي !”شيماء انتِ ايضاً بره !” كانت المرة الاولى التي اطرد فيها من الصف لم اتعرض لموقف مخجل كهذا طوال حياتي الدراسية.غادرت الصف مع صديقتي باتجاه الادارة وانهالت المديرة علينا “ بدوش رزالة” شعور عميق بالظلم والضعف والانكسار رافقني وأدركت ان اللطافة والأدب لايعنيان ان تتعرض للاهانة ولا يعنيان ان تقول آسف وانت لم تقترف ذنباً ولا يعنيان ان من هم في منصب ومكانة اعلى منك من حقهم ان يسيئوا اليك ويخطئوا في حقك، الأدب لايعنيان الضعف.كانت الأمور في زماننا تظهر كبيرة جداً، لان القيم عالية والاخلاق لها الريادة في تربيتنا. الان هناك خلطة فيها الخطأ اعلى كعباً للأسف! المهم استمر “التنمر” واذا بنا نتفاجأ بدرجة (55 من 100) ؟! بعد خضوعنا لامتحان في الأيام التالية، طبعاً ما كان لائقاً من مدرستنا ان تمعن في الانتقام لابنتها منا ولا ذنب لنا ولي انا بالذات.حاولت ان أواجه مدرستي وقبل ان انطق انهالت عليّ بالصراخ وباني وقحة لأَنِي أطلب التوضيح! لم استسلم و توجهت لمديرة المدرسة مدافعة عن نفسي وسردت الحقيقة، مطالبة بحقي، ولكن لا احد يعطيني حقاً؟! لمجرد ان مدرستي أقوى؟! عندها قررت ان اتغير وان يفهم الجميع بعد اليوم ان لي حقاً ولي سُوراً، ان أظهرت القوة شعر الآخرون اتجاهك بالهيبة وان أظهرت اللطافة طوال الوقت فسرها بعض المتغطرسين ضعفاً،وهذا ماكان.
دخلت امتحان البكالوريا (الوزاري) وحصلت على نتيجة 97 ٪ في مادة الفيزياء التي طردت بسببها وعندما ذهبت لاستلام النتيجة قلت للمديرة التي ناصرت مدرستي :”ست كنت على حق وقد زال الظلم عني اليوم “ فلا تكن ما يظنون ولا تخف من تكون عبارة رائعة لجلال الدين الرومي تختصر الكثير.