صباح محسن كاظم
أحد أهم مرتكزات الديمقراطية بالأنظمة السياسية بكل العالم هو الانتخاب الحر من دون ضغوط وتزوير وسلب إرادة الناخب. بعد التجربة السياسية العراقية من 2003 للآن لا خيار أمام الشعب إلا انتخاب الكفوء، النزيه
المخلص بتجربة العمل بكل المدن. والابتعاد عن الاصطفاف الطائفي، والتحشيد للكتل والتيارات والأحزاب لمن جُرب بفشله بإدارة الملفات بالتعليم، الصحة، والبناء بجميع المجالات. إن السياسي الناجح والقادر على تقديم الخدمات، وتطوير البنية التحتية، وتحقيق الاستثمار وتقديم الحلول الناجعة بظل الأزمات هو نتاج عملية انتخابية صحيحة. فالمقدمات الصحيحة تعطي النتائج الصائبة.لا مجال للعراق لهدر الثروات والطاقات، لتتفجر المظاهرات هنا وهناك المطالبة بالإصلاح وحل الأزمات بمقدمتها حل معظلة الكهرباء، والقضاء على التخريب بتفجير الشبكات والخطوط الناقلة. البناء العلمي وفق ستراتيجيات التنمية الشاملة تحقق الاكتفاء الزراعي، وتنهض بصناعتنا المتوقفة بعد أن كان بالسبعينيات معظم السلع بالأسواق يكتب عليها
-صنع في العراق - الثقافة الانتخابية مسؤولية الإعلام المرئي والمقروء بتوجيه الوعي نحو الأصلح، الذي ينهض بالواقع الراكد، لقد تعلمت الشعوب من جائحة كورونا ما هي الأولويات بالحكومات، وهي بالطريق لتحقيق النجاح وإعادة الحياة، بينما نحن ننتكس بعدم الامتثال للإجراءات الصحية وتوجيهات خلايا الأزمات بكل مدينة. ثمة ضرورة لزيادة الوعي الانتخابي لفرز طبقة سياسية غير هرمة بانتخابات حرة نزيهة تصل بالطاقات والكفاءات لعبور الأزمات. فالعراق زاخر بكل الطاقات من الأكاديميين والنخب والكفاءات والعلماء بكل الاختصاصات بإمكان الناخب التدقيق، التأني، السؤال، عمن يستحق الترشيح للبرلمان والوزارات أو لاختيار معظم المحافظين بالمحافظات، من باب أولى المُجرب لا يُجرب، لكي يسير قطار الديمقراطية على سكة صحيحة لا تنحرف مساراته ليهوي بما فيه من ركاب، جميعنا بهذا القطار أو بسفينة واحدة تزحزحها الرياح العاتية، وأمواج عاصفة متلاطمة بالسياسة الدولية، ومصالحها الاقتصادية، التي ترغب بتنفيذ أجنداتها على حساب الشعوب لابد من إختيار الصالح الذي تتجسد به قيم الوطنية الحقة والنزاهة الخالصة. الكرة بملعب الشعب وليس لدى الساسة أو زعماء الكتل. الناخب الذكي من ينتخب لصالح وطنه ليس لأجل حزب ما أو تيار ما لتحقيق مصالح العراق الكلية وليس الفئوية الضيقة.