قالَ الرئيس الأميركي جو بايدن إنه لن يسمح لإيران بالحصول علی السلاح النووي، وان إيران لن تحصل علی هذا السلاح في عهده، ويبدو أنه أراد مخاطبة الداخل الأميركي أكثر مما كان يخاطب إيران أو أي جهة أخری، لأنه يعرف أكثر من غيره أن إيران لا تريد الحصول علی السلاح النووي، وهي عندما دخلت مفاوضات "الاتفاق النووي" لم تكن تريد الاصرار علی إنتاج السلاح النووي بقدر ما كانت تركز علی تثبيت حقها في امتلاك "الدورة الكاملة للتقنية النووية" المستخدمة للأغراض السلمية، واستنادا الی ذلك وافقت علی نسبة تخصيب منخفضة لا تتجاوز 3.76 %.
الرئيس بايدن يعلم جيداً لأنه كان حينها نائبا للرئيس وكان وزير خارجيته جون كيري ينقل له أول باول كيف يمكن المسك بالنمر الإيراني وكيف يمكن الحد من الطموحات النووية الايرانية.
المجتمع الدولي برمته شاهد في تموز 2015 وزراء خارجية مجموعة 5+1 وهي ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين إضافة الی وزير الخارجية الأميركي جون كيري وهم يتعانقون بعد مراسم التوصل للاتفاق النووي معلنين شارة النصر التي وقفت أمام الطموحات الإيرانية، الرئيس بايدن ومعه الرئيس باراك اوباما لم يكونا أقل فرحاً لهذا الانتصار الكبير الذي حققته الدبلوماسية الناعمة التي قادتها إدارة الرئيس أوباما التي كانت تقول أنها حققت إنجازاً كبيراً مع حلفائها الأوروبيين.
إيران سارت بحسن نية بعدما تسلم المرشد الإيراني رسالة الرئيس أوباما الذي وعد بفتح صفحة جديدة، لكن الايرانيين شعروا بأن الجانب الأميركي لم يكن صادقاً وأنه كان مراوغا من أجل ضبط الايقاعات الإيرانية، ولذلك وقف المرشد الإيراني أمام أي اتفاقات أخری ما لم يتم تنفيذ الاتفاق النووي.
يبدو أن الملف الايراني يسير بمسار واحد من دون تغيير بين الجمهوريين والديمقراطيين ومن يقول غير ذلك فانه لا يجيد فهم الطابع الأميركي في تعاطيه مع الملفات الساخنة، قد يختلفون بشأن القضايا الداخلية لكنهم لا يختلفون عندما يتعلق الأمر بالمصالح الأميركية ومصالح
حلفائهم.
الرئيس بايدن شخصياً يعلم علم اليقين أن إيران لا تريد إنتاج أو حيازة السلاح النووي، وإسرائيل أيضاً تعلم ذلك؛ لكن المشكلة ليست هنا، المشكلة في مكان آخر وهو الأمن الإسرائيلي وكيف يمكن تأمين ذلك.
إن الاصرار علی ربط الملفات بعضها ببعض، والتباطؤ بإحياء الاتفاق النووي يدفع إيران للمزيد من التشدد والتطرف والعدوانية ضد الولايات المتحدة أينما حلت وفي أي مكان كانت.
ربما ذلك سيكون مكلفاً لها لكنها سترفع سقف مطالبها وتدخل في مقاربة جديدة تكون نواتها عدم الثقة بالولايات المتحدة حتی وإن بيّضت وجهها بأحسن مساحيق التجميل.