أ.د.جاسم يونس الحريري
انتشرت تصريحات «أيلي كارمون» وهو جنرال اسرائيلي في الاحتياط، والمعروف بمواقفه اليمينية، والباحث بـ «المركز متعدد التخصصات» في «هرتزيليا» في مقالة له بصحيفة «معاريف» العبرية التي أكد فيها ضرورة انتهاج «اسرائيل» ستراتيجية جديدة ضد دول المنطقة العربية وبعض الدول الاسلامية كايران خلاصتها أن «هذه الستراتيجية قد تكون على غرار التحالفات الطرفية الستراتيجية في الستينات، والسبعينيات، ففي سورية، والعراق هناك أقلية كردية كبيرة، تسعى الى الاستقلال، أو على الاقل الحصول على الحكم الذاتي في هذه الحالة من الاهمية لاسرائيل بناء منطقة عازلة بين ايران وسورية» وقد استعرض كارمون مخطط تفتيت ايران بالقول «إن ايران نفسها لديها مشكلة أقلية، حادة لان 55 بالمئة من سكانها من أصل فارسي، والبقية من الشيعة الاذريين، وبعضهم يعمل لصالح أذربيجان، أما الاقليات السنية فتتركز داخل حدود ايران، وهناك تنظيمات تعمل في أراضيها معارضة للنظام في طهران، وتسعى لانهاء قمعه
اقتصاديا». وأوضح كارمون بكلمات لالبس فيها سعي «اسرائيل» لتفتيت لبنان وتقسيمه الى كانتونات عرقية وطائفية، وانه يجب الاعتماد على بعض دول مجلس التعاون الخليجي «الامارات، البحرين» اللذين أسماهما حلفاءنا الجدد في الخليج» على تنفيذ هذه الستراتيجية، ويؤكد أنه يجب الاعلان عن سياسة اسرائيل هذه، ودعمها بالافعال من أجل تحقيق التأثير الواعي أيضا بين الجماهير المستهدفة» على حد قوله.
خلاصة القول إنه بعد أن فشلت اسرائيل في معركة سيف القدس 2021 ودكت الصواريخ الفلسطينية معاقل الصهاينة في تل ابيب، واللد، ومطار بن غوريون يحاول بعض الجنرالات الاسرائيليين إعادة التذكير بأهمية، تقسيم، وتفتيت المنطقة العربية والاسلامية بالاعتماد على بعض دول مجلس التعاون الخليجي التي طبعت العلاقات معها مؤخرا، واستخدام القوة الناعمة في هذا المجال لانها الستراتيجية المناسبة لاستمرار وجودهم الهجين في قلب المنطقة العربية بعد أن فشلوا في مواجهة الفلسطينيين مباشرة وجعل المنطقة خاوية، ومغرقة بالصراعات، والحروب الداخلية لابقاء الهيمنة عليها واردا، واستمرار المشروع الصهيوني
قائما.