دفع البحث حول التعرف على مصدر الفيروس يتطلب التضامن والتعاون الدوليين

قضايا عربية ودولية 2021/07/05
...

 السفير الصيني لدى العراق
 
يعود وباء كوفيد- 19 المفاجئ على دول العالم بتحديات غير مسبوقة. بشأن الوباء، تعمل الصين على تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء بنشاط، فهي أول بلد أبلغ العالم بالوباء متمسكة بالموقف العلني والشفاف والعلمي والمسؤول، ونشرت المعلومات الأساسية بما فيها التسلسل الجيني للفيروس في وقته، وأطلقت أكبر حملة إنسانية دولية منذ تأسيس الصين الجديدة، وقدمت المساعدات إلى أكثر من 150 دولة وعدة منظمات دولية لمكافحة الوباء. كما تغلبت الصين على الصعوبات الكبيرة لتقديم المجتمع الدولي مئات الملايين من اللقاحات المضادة لكوفيد- 19، بما يضفي الثقة والديناميكية على المجتمع الدولي لهزيمة الوباء.
في الوقت الراهن، مازال الوضع الوبائي خطيرا، إذ يتطلع المجتمع الدولي عموما إلى تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء حتى هزيمته في يوم قريب،وتحقيق تعافي الاقتصاد، لكن في الفترة الأخيرة روج بعض الساسة ووسائل الإعلام الغربية باستمرار المعلومات غير الصحيحة، مثل”تسرب الفيروس من المختبر“، التي أثبتت البحوث العلمية عدم صحتها، وشوهت صورة الصين وهاجمتها في ما يخص قضية التعرف على مصدر الفيروس، محاولة تلفيق مجموعة جديدة من قصص المؤامرات حول التعرف على مصدر الفيروس. نرى أن هذه التصرفات لم تقف عند حد عدم احترام العلوم، والافتقار إلى الإحساس بالمسؤولية تجاه أرواح الشعب، بل تعدته إلى تخريب التضامن الدولي لمكافحة الوباء. يعد التعرف على مصدر الفيروس قضية علمية جادة ومعقدة، فيجب التوصل إلى أي استنتاج على أساس احترام العلوم. أشار بوضوح، تقرير البحث المشترك بين الصين ومنظمة الصحة العالمية بشأن التعرف على مصدر الفيروس الصادر عن منظمة الصحة العالمية في مارس السنة الجارية، إلى أن انتقال الفيروس بين البشر عبر المختبر أمر مستبعد جدا، علما أن البحث العلمي المشترك المذكور أعلاه يعد تعاونا علميا دوليا أجراه الخبراء الصينيون والدوليون معا، وتوافقا علميا توصل إليه الجانبان وفقا للبحوث العلمية والحقائق، وأن نتائج البحوث موضوعية وعلمية وموثوقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن فريق الخبراء الدوليين يتكون من الخبراء من منظمة الصحة العالمية وعشر دول، وتم اختيارهم جميعا من قبل منظمة الصحة العالمية، فالتمثيلية الواسعة والاستقلالية العلمية للأعضاء لا تدعان مجالا للشك. إن الصين ضربت مثالا للعالم بشأن دفع التعاون الدولي حول التعرف على مصدر الفيروس، لكن من المؤسف أن بعض الساسة الغربيين يتجاهلون عن قصد هذا التقرير الذي صاغه أكثر من 30 خبيرا ذوي شهرة عالمية، ويتمتع بالتمثيلية الواسعة والمهنية العالية، ويواصلون ترويج ما يسمى بنظرية ”تسرب فيروس كوفيد- 19 من المختبر “ بصورة محمومة ونبرة عالية، لكي يحاولوا ممارسة الضغوط على منظمة الصحة العالمية لإطلاق التحقيق ضد الجانب الصيني.
في الحقيقة، أثبتت نتائح البحث الأحدث الصادرة عن معاهد الصحة الوطنية الأميركية بصورة متزايدة أن فيروس كوفيد- 19 ظهر في أميركا في ديسمبر عام 2019، وأشارت صحيفة الغارديان إلى أن الأدلة الجديدة بدأت تدعم نظرية ”أصلكوفيد- 19 منالطبيعة“.كما نشرت مجلة نيتشر مؤخرا مقالا يشير إلى أن الجهود الأميركية الحثيثة من أجل ترويج نظرية "تسرب كوفيد- 19 من المختبر“تثير قلقا، وقد تعرقل أعمال التعرف على مصدر الفيروس، ونشر موقع مجلة فوربس الأميركية المقال الخاص للكاتب العلمي الأميركي المشهور إيثان سيغل(Ethan Siegel)، حيث حلل بصورة عميقة أسباب عدم صحة نظرية ”تسرب الفيروس من المختبر“. إذا نظرنا إلى الوضع العام لتفشي وباء كوفيد- 19، سنجد الحقيقة الواضحة والموضوعية جدا، ألا وهي تفشي هذا الوباء في أماكن عديدة وله أصول متعددة. الصين لم تكن مسببة لهذا الوباء، بل متضررة منه أيضا، وقيامنا بتقديم الكثير من  المساعدات إلى المجتمع الدولي لمكافحة الوباء ليس على الإطلاق من أجل ما يسمى بـ” التكفير عن الجرائم“. يعد الفيروس عدوا مشتركا للبشرية، في ما يخص قضية التعرف على مصدر الفيروس، يدعو الجانب الصيني دائما إلى إجراء التعاون الدولي على أساس الحقائق واحترام العلوم، بدلا من سيطرة الساسة وضباط الاستخبارات عليه، بالإضافة إلى ذلك، تقوم أعمال التعرف على مصدر الفيروس على أساس الثقة المتبادلة بين الأطراف ذات الصلة والتواصل المتساوي والتعاون الصريح، وهي ليست تحقيقا يطلقه طرف ضد طرف آخر، ناهيك عن انتهاج افتراض الذنب. كدولة كبيرة مسؤولة، ستتخذ الصين كالمعتاد الموقف العلمي والمنفتح والشفاف، وتدعم بنشاط البحث الدولي بشأن التعرف على مصدر الفيروس وتواصل المشاركة فيه، وتقدم مساهماتها الجديدة بهذا الخصوص. أثق بأن الأصدقاء العراقيين قادرون بكل تأكيد على إدراك الأهداف الحقيقية للعدد القليل من الدول وراء جهودها في دفع ما يسمى بالتحقيق حول التعرف على مصدر الفيروس، والتمسك بالمبدأ العلمي والموضوعي والعادل، وبذل جهود مشتركة مع الجانب الصيني للحفاظ على علمية وجدية البحث بشأن التعرف على مصدر الفيروس، ومعارضة تسييس قضية التعرف على المصدر،وتعزيز التعاون الدولي لمكافحة الوباء معا.