نجاح العلي
المعلومات المتوفرة عن انتخابات مجلس النواب المزمع اجراؤها في العاشر من تشرين الاول المقبل، شحيحة وقليلة جدا؛ وتاتي تصريحات وبيانات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ردود افعال وتصحيحات على ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي او ما تنشره بعض وسائل الاعلام، من اخبار زائفة او تسريبات لمعلومات مغلوطة من بعض القوى
السياسية.
الانتخابات المقبلة تختلف عن نظيراتها السابقة اختلافا جذريا من ناحية المزاج الشعبي العام جراء ما افرزته تظاهرات تشرين وما تبعها من احداث والتوقعات بدخول قوى سياسية شبابية مؤثرة تمثل خط المتظاهرين، فضلا عن تقسيم العراق الى 83 دائرة انتخابية وهذا العدد يمثل كوتا عدد النساء في مجلس النواب العراقي؛ ويمثل كل دائرة 3 - 5 فائزين ممن حصلوا على اعلى اصوات الناخبين مع ضمان حصة الكوتا للنساء من
1 - 2 فائزة ؛ هذا التقسيم على الدوائر الانتخابية سيقلل كثيرا من سطوة زعماء الاحزاب والكتل السياسية على المرشحين، الذين بلغ عددهم 3523 مرشحا مع وجود تسريبات اعلامية عن الانسحاب الطوعي لاكثر من 100 مرشح واستبعاد المفوضية 25 مرشحا، لعدم استيفائهم شروط الترشيح، في حين كان عددهم ضعف هذا العدد في الانتخابات السابقة؛ وكما هو معروف في النظم السياسية إن قلة عدد المرشحين هو امر ايجابي، و يسهل على المصوتين اختيار مرشحهم وعدم تشتيتهم عند الاختيار وضياع أصواتهم.
أكاد أجزم وهذا ما تلمسته في حواراتي مع المواطنين، وحتى الصحفيين والمثقفين ان اغلبهم لا يعرفون ما رقم دائرتهم الانتخابية، وماهي المناطق التي تضمها، رغم ان هذه المعلومات والبيانات منشورة في الموقع الالكتروني لمفوضية الانتخابات، لكن لم يتم التثقيف بها او الترويج الاعلامي لها رغم ان الدعاية الانتخابية للمرشحين قد تنطلق خلال الاسابيع المقبلة (عادة ما يكون قبل شهرين من موعد الانتخابات).
التثقيف الانتخابي والحملات الاعلامية لا بد أن تنطلق منذ الآن خاصة في وسائل الاعلام الممولة من المال العام وياحبذا لوبادرت مفوضية الانتخابات باقامة مؤتمر صحفي اسبوعي، لتقديم اخر المعلومات والبيانات والاحصائيات والاجراءات عن المرشحين واجهزة العد والفرز واي معلومات اخرى عن الانتخابات والاجابة على اسئلة واستفسارات الصحفيين والاعلاميين، لقطع الطريق على التسريبات والاخبار الزائفة والكاذبة، التي تشتت انتباه الناخبين وقد تؤدي الى عزوفهم عن المشاركة الفاعلة فيها.
الدوائر الانتخابية التي سيترشح عنها 30 - 50 مرشحا لابد من اعلان اسماء المرشحين وسيرهم الشخصية والتعريف بهم امام الرأي العام، وهذا الامر ليس دعاية انتخابية لأنه لم يتم توزيع الارقام والشعارات على المرشحين؛ هذا الامر إن تمَّ البدء به مهم جدا، لكي يطلع الناخبون على المرشحين ويختاروا من يمثلهم على علم ودراية ووعي، لكي يمثلوهم تمثيلا حقيقيا تحت قبة البرلمان ويعبروا عن تطلعاتهم وآمالهم ورؤاهم الفكرية وميولهم لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والامني وصولا الى دولة الرفاه الاجتماعي التي ننشدها
جميعا.