شفاء الكناني
تُعد مواقع التواصل الاجتماعي البيئة الافتراضية التي نجد فيها غايتنا وأهدافنا تارة وتحقيق الراحة النفسية تارة أخرى، فهي المكان الذي يجمع الثقافات المختلفة عبر مجموعة groups يجتمع حول قضية معينة، سياسية كانت أم اجتماعية، وتستطيع الاشتراك في هذه المجموعة حصرياً بالأسرة والأصدقاء او عامة يشترك بها من هو مهتم بموضوعها عبر موقع فيسبوك.
تم إنشاء هذا الموقع العام 2004 على يد مارك زوكربيرج، الذي كان طالباً في جامعه هارفارد في حينه وسمي الفيسبوك بهذا الاسم على غرار ما كان يسمى به كتب الوجوه التي كانت تطبع وتوزع بين الطلبة، بهدف اتاحة الفرصة لهم للتعارف والتواصل مع بعضهم البعض، خاصة بعد الانتهاء من الدراسة والتخرج.
اقتصر الفيسبوك في البداية على جامعة هارفارد، ومن ثم تم استخدامه في بقية الجامعات والكليات والمدارس ثم الشركات والمؤسسات.
في العام 2006 حصل التطور في شروط استخدام هذا الموقع، حيث الغي ما كان يشترط سابقاً بان يمتلك المشترك حساب بريد الكترونيا صادرا عن جامعة وكلية او مدرسة او شركة، واصبح بإمكان اي شخص تجاوز سن الثالثة عشرة ويمتلك البريد الكتروني ان يصبح عضواً في موقع الفيسبوك، حيث يمكن للعضو في هذا الموقع ان يقوم بإعداد نبذة شخصية عن حياته تكون بمثابة بطاقة هوية وتعارف لمن يريد أن يتعرف عليه والتواصل معه، لذلك يشترط في إستخدام الموقع استعمال الأسماء الحقيقية وتمنع الأسماء المستعارة او الألقاب، خصوصاً أن الصفحات الوهمية تسبب مشكلات لأفراد المجتمع كافة، وعبر الفيسبوك يستطيع كل عضو فيه ان يقف على آخر أخبار الاصدقاء عن طريق ما يعرفه، مما يعرضه حائط العضو من رسائل او نبذة من الاخبار لإبلاغ أصدقائه بأخباره واجتماعاته واي صور او مقاطع فيديو او قطعة موسيقية يرغب في اطلاعهم عليها، فأصبح وسيلة شبه رسمية لنقل الأخبار، لاسيما أخبار الأصدقاء مثل النجاح والزواج والحزن وغيرها، وفي الوقت نفسه هناك من أساء استخدامها كوسيلة للتهديد والوعيد وما شأنه من المشكلات المختلفة.
أما ثقافة الاستخدام فالمفروض ان المستخدم يحدد وقتا معينا للتصفح ساعة او ساعتين تقسم على فترات اليوم، في بداية اليوم او وسطه او آخره، لكن عموما لا يوجد هناك وقت محدد للتصفح، وإنما حسب طبيعة عمل الشخص، كما ينبغي على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الابتعاد عن تصفح الفيسبوك قدر الإمكان أثناء قيادة السيارة، حتى لو كان الشارع مزدحما لما يشكله من خطر على حياته، فقد اثبتت الكثير من الحوادث ان سببها هو استخدام الهاتف، خصوصاً تصفح مواقع التواصل الاجتماعي وانهماكه بها اثناء القيادة، ويمكن تعويض ذلك بالاستماع الى الراديو.
كما يجب على الفرد أن يحدد الهدف من التصفح، مثل معرفة اخر الأخبار او البحث في الحساب الشخصي او الاطلاع على الرسائل التي تصل اليه من الاصدقاء، ومعرفة ما يكتبه الأصدقاء من تعليقات ومشاركات، على أن يكون ذلك مرتبطا بالوقت وحسن تنظيمه.
والامر الاهم على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أن يحرصوا قدر الإمكان على عدم الإسراف في الكتابة عن خصوصياتهم، حتى لا يتم استغلالهم من قبل آخرين او جهات مختصة بالابتزاز وغيرها من الامور، مع الانتباه والحذر الشديد من المواقع المتطرفة ذات المحتوى السيئ، التي تؤثر في عقول الشباب والاطفال وسلوكهم، وعلى الأهل التوعية وتنبيه ابنائهم على مثل هذه المواقع، التي يعج بها موقع الفيسبوك، كذلك الحذر من المواقع اللا أخلاقية التي تكتب وتنشر مضامين بأساليب واشكال متعددة في محاولة لاجتذاب الأطفال والمراهقين نحو هذه السلوكيات المنحرفة والمنافية للأخلاق.
ورغم ما يوفره الفيسبوك من متعة وفائدة ومعرفة، الا أنه يبقى ايضا مصدرا لانتشار الشائعات من خلال نشر اخبار كاذبة وملفقة مستفيدين من غياب الضابط الاخلاقي والمهني، واحيانا يتم نشر الشائعات بدون قصد، مجرد اعادة مشاركتها، بينما هناك صفحات ممولة لديها اهداف لنشر مثل هذه الأخبار الكاذبة، بقصد زعزعة وارباك الوضع وخلق الفوضى والتاثير في البناء الاجتماعي وبنيته واشاعة الكراهية والخوف والقلق، لذلك وباختصار على الجميع أن يكونوا حذرين، فمواقع التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين.