التخطيط في زمن كورونا

آراء 2021/07/11
...

 حسين علي الحمداني
 
التخطيط عملية مهمة تؤدي إلى النجاح بشكل طبيعي أو على الأقل تقلل من الأخطاء التي لا مبرر لها، والكثير من دول العالم تعمد إلى التخطيط في الظروف 
الاعتيادية. 
وهنالك  خطط طوارئ كما يطلق عليها البعض وهذه الخطط تكون جاهزة في اللحظة التي تحتاجها هذه الدول، سواء في الكوارث الطبيعية أو الحروب أو كما حصل في جائحة كورونا، وما ترتب عليها من إجراءات عديدة مكنتها من تجاوز الجائحة بأقل 
الأضرار.
وزارة التربية العراقية كنا نتصور أن تكون لديها خطة خاصة بالعام الدراسي الحالي وهو العام الثاني لجائحة كورونا وتوقعاتنا كانت مبنية على أن هنالك رؤية واضحة لدى الوزارة من خلال تجربة العام الدراسي الماضي، والتي كانت إجراءاتها صحيحة بدرجة كبيرة جدا وقراراتها أكثر واقعية مما وجدناه في العام الدراسي الحالي، الذي عمدت الوزارة إلى تحديد مواعيد امتحانات الصفين الثالث المتوسط والسادس الإعدادي، وعادت وأجلت المواعيد بطريقة سريعة وربما غير مدروسة، خاصة أن طلبة الثالث المتوسط كانوا قاب قوسين أو أدنى من الامتحان، بل إن الكثير من مديري المدارس الامتحانية جهزوا مراكزهم لذلك. 
وبالتأكيد تم طبع الأسئلة وتغليفها وصدرت أوامر إدارية لمدراء المراكز الامتحانية وهذا بالتأكيد ستتم إعادته مجددا، مع تكاليف جديدة تتطلب مزيدا من الجهد للعاملين في الامتحانات ومصاريف إضافية كان بالإمكان تجنبها بطريقة أو بأخرى.
ومن المتوقع أن تحدد الوزارة مواعيد الامتحانات في شهر آب الذي لا يختلف في درجة حرارته عن شهر تموز، خاصة أن كل العراقيين يعرفون أن آب «الشهر اللهاب» وبالتالي فإن أسباب تأجيل الامتحانات في شهر تموز موجودة في شهر آب أيضا، وهذا ما يجعلنا نقول إن وزارة التربية بإمكانها أن تركز كل جهودها على امتحانات السادس الإعدادي، وتترك أمر الثالث المتوسط امتحانا مدرسيا تقوم به إدارات بشكل طبيعي جدا. 
خاصة أن أعداد الثالث المتوسط كثيرة ومراكزهم الامتحانية متعددة، ومنهم من ينتقل من القرى إلى مراكز الأقضية لمسافات طويلة، وهذا الرأي هو الأقرب للواقعية وقابل
 للتحقيق .