لماذا تحتفظ نيودلهي بالجيش الأضخم على وجه الأرض؟

منصة 2021/07/11
...

  إعداد: الصباح
 
الهند القارة الثقيلة والدولة الحديثة، نشأت بالأصل نتيجة حرب.
وانفصلت عنها الباكستان وبنغلادش نتيجة حرب. 
ومنذ الاستقلال مطلع الخمسينيات، شكّلت الهند أكبر ديمقراطية جمهورية على الأرض، وبتعداد من السكّان ينفجر ليصل الى 1.32 مليار إنسان (تقديرات2020). 
كما أنها دولة نووية منذ سبعينيات القرن الماضي، وهو ما يجعل احتفاظها بالجيوش والقدرات العسكرية موضع تساؤل ومثار انتباه ستراتيجي.
الأرقام تتكلم عن أكبر جيوش العالم على الإطلاق من ناحية التعداد (1.7) مليون مقاتل نظامي، و(5.6) مليون مقاتل ضمن قوات الاحتياط، فضلاً عن 3 ملايين من قوات الشرطة القتاليَّة المسلحة.
وتأتي الهند كـ (ثالث) دولة في العالم من حيث الإنفاق العسكري (بعد الولايات المتحدة والصين)، وتتجاوز فرنسا وبريطانيا والسعودية، إذ تخصص الهند 71 مليار دولار سنوياً للإنفاق العسكري.
تقول صحيفة (إنديان أكسبريس) في تحقيق موسع،»إنَّ الهند ما زالت تخشى تأثيرات الجارين الصعبين، الصين وباكستان، على استقرارها الداخلي.
وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لها حدود برية واثنيَّة مع دولتين متسلّحتين بالقدرات النوويَّة، من هنا تصبح قدرات الردع التقليديَّة مهمة للغاية في نظر نيودلهي، كما أنها رسالة للداخل بأنَّ هناك جيشاً يحافظ على وحدة هذه القارة الشاسعة التي يزداد عدد سكّانها بمقدار 13 مليون إنسان سنوياً.
وتبين أرقام معهد أبحاث ستوكهولم للسلام/ SIPRI، أنَّ النمو في الإنفاق العسكري الهندي يسير بمعدل 2.7 % وهو معدل (+) متزايد، بمعنى غير ثابت من حجم الإنفاق الكلّي.
إنَّ حقيقة الصراعات التي تحيط بالهند والمستمرة منذ عشرات السنين، تدفع بهذه الدولة الضخمة بأجهزتها الى الاحتفاظ بجيش كبير وإنفاق ضخم رغم أنه يشكل ضغطاً على
اقتصادها.
فالمشكلة الكشميريَّة، والخلاف الحدودي مع الصين والنزاع على مناطق الهملايا، فضلاً عن التوتر مع الجارين المسلمين المنفصلين سابقاً؛ بنغلاديش والباكستان، يدفعان حتماً كل حكومات نيودلهي المتعاقبة الى تبنّي عقيدة الاستعداد المبكر والردع العسكري الداخلي والخارجي سوية. 
ومنذ العام 2014، أدت سياسات رئيس الوزراء ناريندرا مودي الى زيادة ملحوظة بالصادرات العسكريَّة الهندية في قطاع الذخائر والصورايخ الميدانيَّة.
وارتفعت من 230 مليون دولار (2016) لتصل الى ملياري دولار (2020).
وتصنع الهند الطائرة المقاتلة (HAL Tejas)، وطائرة التدريب (HAL HJT-16 Kiran)، كما دخلت مؤخراً مضمار صنع الطائرات بدون طيار (الدرون) وأنتجت نظاماً دفاعياً منها تحت اسم (DRDO Lakshya)، يضمن لها المواجهة الجوية مع أي اعتداء يخترق أجواءها من دون أنْ تعرّض اسطول طائراتها الثمين والذي يصعب تعويضه للخطر.
بقي أنْ نذكر أنَّ التوجه العسكري الهندي والتعاون في مجال التصنيع نشأ بالأصل عبر شراكة مع عددٍ من دول العالم، ومعظم هذه الدول رأت في الهند مكاناً جيداً لتطوير الصناعة العسكريَّة، وقليل التكاليف ومعفياً من الضرائب، مقابل استفادة الدولة الهندية القلقة على حماية أمنها.