جيران أفغانستان يستنفرون قواتهم على الحدود

قضايا عربية ودولية 2021/07/12
...

 كابل: وكالات 
 
بالتزامن مع توسع وهيمنة حركة طالبان على مناطق شاسعة من أفغانستان عقب إعلان القوات الأميركية الانسحاب من البلد الذي دمرته الحروب، استنفرت دول الجوار الأفغاني قواتها على الحدود تحسباً لانفلات أمني يعقب هذه الخطوات، وأعلن المتحدث باسم الجيش الباكستاني، بابار افتخار، أنه تم تعزيز حدود بلاده مع أفغانستان وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية والتوتر المتصاعد الذي تشهده البلاد.
وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني في مقابلة مع قناة "آري نيوز": "في "في الوقت الحالي 90% من حدود باكستان مع أفغانستان محمية بسياج"، وأوضح أن "أمن الحدود هو بمثابة طريق ذي اتجاهين، فقد كان على الجانب الآخر(الأفغاني) اتخاذ إجراءات، كما فعلنا، وهو للأسف ما لم يحدث".
وفي نفس السياق صرحت وزارة الداخلية الباكستانية أنها اتخذت جملة من الإجراءات استعدادا لتدفق محتمل للاجئين الأفغان.
وكان وزير الداخلية، شيخ رشيد أحمد، قد قال في وقت سابق إن باكستان قررت عدم فتح الحدود أمام اللاجئين من أفغانستان، وذلك بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية من البلاد وتقدم مسلحي حركة "طالبان" وسيطرتهم على عدد من المناطق، منها نقاط حدودية، وأعلنت واشنطن أنها ستكمل انسحاب قواتها في الـ 11 من أيلول المقبل في إشارة رمزية لأحداث "11 سبتمبر الدامية".
كما اتخذت الجمهورية الإسلامية في إيران إجراءات مماثلة على حدودها مع أفغانستان، ودخلت قوات حرس الحدود هناك حالة الإنذار القصوى منذ أسابيع.
بدورها، أعلنت الهند أنها أعادت بصفة مؤقتة مسؤولين من قنصليتها في مدينة قندهار الأفغانية، في ضوء استمرار مقاتلي "طالبان" في توسيع نطاق نفوذهم، بالتزامن مع انسحاب القوات الدولية.
وقال المتحدث الرئيسي باسم وزارة الخارجية الهندية، اريندام باجتشي، في بيان إنه بسبب القتال العنيف بالقرب من مدينة قندهار تمت بصفة مؤقتة إعادة المسؤولين في القنصلية الهندية هناك إلى مقر عملهم في الهند.
وأضاف أن الهند تتابع عن كثب تطورات الوضع الأمني في أفغانستان، موضحاً أن قنصلية قندهار يديرها الآن الموظفون المحليون مؤقتا.
وقال مسؤولون بحركة "طالبان" يوم الجمعة الماضي إن الحركة تسيطر على 85 % من أراضي أفغانستان في أعقاب سحب الولايات المتحدة ودول أخرى معظم قواتها من هناك، بعد حرب استمرت 20 عاماً.
وأفيد أمس الأحد، بأنه بالإضافة إلى المعابر الحدودية التي تم الاستيلاء عليها بالفعل مع طاجيكستان، سيطرت "طالبان" على نقاط تفتيش على الحدود مع إيران وتركمانستان.
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان"، محمد نعيم، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن الدول المجاورة لأفغانستان لا داعي لأن تقلق بشأن الأمن على حدودها، وبالإضافة إلى ذلك، وعدت حركة "طالبان" بأن تعمل المعابر الحدودية بين أفغانستان والدول المجاورة كالمعتاد.
وشدد الجيش الأفغاني الإجراءات الأمنية في قاعدة "باغرام" الجوية التي انسحبت منها القوات الأميركية في الثاني من شهر تموز الجاري، كما ذكرت قناة "طلوع نيوز" المحلية.
وكان الرئيس الأفغاني، أشرف غني، قد وصل إلى قاعدة "باغرام" الجوية، وأمر بتعيين موظفين لإدارة سجن "باغرام" المتواجد داخل القاعدة.
وتجري مواجهات في أفغانستان، بين القوات الحكومية ومسلحي "طالبان"، الذين استولوا على مساحات واسعة في المناطق الريفية وشنوا هجوماً على المدن الكبيرة. ويأتي التصعيد وسط انسحاب القوات الأميركية، الذي وعدت واشنطن بإكماله في أيلول المقبل.