علي الخفاجي

 

لا تزال ذاكرة أغلب العراقيين تختزن صوراً جميلة عن السفر والتنقل بالقطارات التي تعد أفضل وسائل النقل لمختلف طبقات المجتمع، فبالاضافة لرخص التكاليف فهي تعتبر أكثر أمناً لقلة الحوادث مقارنة مع العجلات لما تسببه من حوادث، والعراق يعد من أوائل دول الشرق الأوسط التي استخدمت القطارات كوسيلة لنقل الأشخاص والبضائع، فأول رحلة سُيرت من بغداد الى البصرة كانت سنة 1920 ومن ثم توالت الرحلات الى مختلف مناطق البلاد.

منذ عقود وسكك الحديد بالعراق تعاني من تقلبات الأوضاع والإهمال المستمر، متماشية بذلك مع اضطراب الوضع السياسي والأمني بالبلاد، اذ تأثر قطاع السكك الحديدية والقطارات كثيراً وفقاً للظروف التي عاشها البلد جراء الحصار الاقتصادي ابان فترة التسعينيات من حيث قلة المواد الاحتياطية وقطع الغيار اللازمة لتسيير وإدامة تلك الخطوط، فالظروف السيئة المتوالية التي مر بها العراق ساعدت على هجر ودثر هذه الوسيلة المهمة، فضلاً عن قدم السكك الحديدية والتجاوزات الحاصلة عليها التي أدت الى خروج أغلب الخطوط عن العمل.

وزارة النقل ومن خلال مسؤوليها ذكرت بأكثر من مناسبة انها أبلغت المحافظات بسرعة إنهاء التجاوزات على السكك الحديدية التي بدورها تعرقل حركة القطارات التي وبفعل هذه التجاوزات أصبحت مركونة وغير ذات فائدة، وإن أكثر من 70 % من القطارات متوقفة جراء هذه التجاوزات. 

ما تحدثنا به عن الغاية من إنشاء الربط السككي على مستوى البلاد وما هي فوائده اذا ما اكتمل بالصورة الصحيحة يجعلنا ننطلق بتفكيرنا متأملين الى توسعة هذا الربط مع دول الجوار، وبحكم موقع العراق الجغرافي فهو يعد موقعاً مميزاً للربط بين القارات شمالاً وجنوبا وشرقاً وغرباً، وبالتالي سيكون محطة انطلاق لنقل السلع، وبهذا سيضاف مورداً جديداً بالامكان الاستفادة منه، اذ إن الربط السككي أصبح منظومة دولية وليست محلية إذ ان أغلب دول الجوار لديها شبكات دولية باستثناء العراق الذي ما زال خارج الشبكة السككية العالمية، الفوائد الاقتصادية التي سيجنيها هذا الربط كثيرة وبالتالي ستدر نفعاً على البلد في حال تم إنشاؤه، فهو يساعد على اختصار الوقت والجهد وخفض تكاليف الشحن، كما يساعد هذا الربط على زيادة التجمعات الصناعية وبالتالي تشغيل الأيدي العاملة.

 التوجه الحكومي بهذا الخصوص توجه ايجابي، ودائماً ما تتحدث الحكومة عن ضرورة الربط بين دول الجوار، ووفقاً لهذا التوجه عليها أن تعمل جاهدة على فتح باب الاستثمار مع شركات مختصة رصينة لتطوير البنى التحتية المحلية وانشاء خطوط جديدة ومتطورة تسهم مع وسائل النقل الأخرى بجلب المنفعة وبالتالي زيادة في الموارد.