لم يكن الشرق الأوسط منيعاً عن ظاهرة تصاعد أعداد المؤثرين في مواقع التواصل الاجتماعي، ففي العام 2017 كشف موقع “انستغرام” لوحده، بأنه يمتلك 63 مليون متابع في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، اي ما يعادل نسبة 10 بالمئة من مجتمع المنصة الدولي.
مثل تلك المنصات، منحت نساء المنطقة القدرة على التواصل مع مليارات محتملة من الاشخاص عبر العالم، وخلق مجتمعات والربط بين المتابعين والمنظمات والمعجبين والعلامات التجارية. كما اسهمت مواقع التواصل في ايصال صوت المرأة، سواء كان عن طريق تحشيد الدعم العالمي لحقوق المرأة على “تويتر” أو دعم الحملات العالمية كحملة (لها حق القيادة) #Women2Drive أو حملة (لأننا قرأنا) #becauseweveread هناك الكثير من الحسابات على مواقع التواصل والقائمة تطول، لكن من بينهن من بدأت مسبقاً أو للتو، كمحددات اتجاه أو مروجات أو مبدعات محتوى من عموم المنطقة من اللواتي نجحن في صنع اسم وشكل لعملهن.
هدى كتيبي، هي واحدة من الناشطات المدونات اللواتي يدعون لاستخدام أخلاقي ومستدام للأزياء، فضلاً عن الاستهلاك البسيط لها، حيث تهدف كتيبي الى تحدي ما تقدمه وسائل الاعلام الشرقية للمرأة الشرق أوسطية والمسلمة. وكانت الناشطة الايرانية قد بدأت حملة تحت شعار “لأننا قرأنا”، وهي ناد عالمي للكتاب عبر الانترنت يسهم في إدراك العالم ككل.
تحتل الناشطة الفلسطينية-الأميركية، ليندا صرصور، الصفوف المتقدمة على مواقع التواصل، في حربها من أجل العدالة العرقية والحقوق المدنية وتحطيم النماذج النمطية للاسلام والمسلمين. ترأست صرصور “مسيرة من أجل العدل” وهي رحلة للسير على الاقدام مسافة 250 ميلاً لايصال حزمة عدالة للقضاء على التنميط العرقي ونزع سلاح رجال الشرطة ومطالبة الحكومات بالاستثمار في الشباب والمجتمعات.
وفي مجال الأزياء، تبرز السودانية شهد بطال، المعروفة بأسلوبها الحاد، وتقديم مقاطع مصورة لمتابعيها على موقع “اليوتيوب” عن كيفية تنسيق قطع الملابس وأماكن التسوق المناسبة. تتطرق بطال كذلك الى قضايا تتعلق بالوحدة وايجابية الجسد، وقد بدأت حركة خاصة بها اسمتها “اشتر الزهور لنفسك” لترسيخ مفهوم حب الذات.
تزخر صفحة مدونة الموضة، ماريا عليا بالاطلالات الأنيقة الممتزجة بالازياء الراقية المستوحاة من حضورها للكثير من أحداث الأزياء كأسبوع نيويورك للموضة، حيث سبق للفلسطينية- البورتوريكية، العمل لدى دور مشهورة كديور ولوريال وأتش آند أم، اذ غالباً ما تعمد الى مزج تراثها الفلسطيني مع اطلالة مظهرها الحديث.
في مجال الجمال والتجميل، تقدم الكويتية دلال الدوب توصيات مفيدة حول منتجات وتقنيات المكياج، فضلاً عن ما يمكن تجنبه في ذلك، مع تركيزها على ما يمكن ارتداؤه للنهار والليل والاطلالات الطبيعية.
ولن تذكر قوائم المؤثرات بعالم التجميل دون الاشارة الى هدى قطان من بينهن، سيدة الأعمال العصامية العراقية الأصل، وابنة لمهاجرين عراقيين، استقرت في أوكلاهوما وتقيم اليوم في دبي. بدأت قطان كمدونة عن مستحضرات التجميل وأساليبه وتوصيات بشأنه. تمتلك قطان، اليوم، امبراطورية التجميل الخاصة بها وتحتل المرتبة 37 من بين 117 على لائحة فوربس للنساء الثريات العصاميات بثروة تقدر بـ550 مليون دولار. تبيع هدى منتجاتها من مستحضرات التجميل التي تحمل علامة “هدى بيوتي” جنباً الى جنب مع منتجات هارودز وسيلفريدجز وسيفورا.
لم يخل مجال الفن والأدب من النساء المؤثرات، نجد من بينهن التونسية أمل بالضيافي، التي تدرس الانكليزية، وغالباً ما تشارك متابعيها بصور الكتب التي تقرأها، بضمنها اقتباسات لها أثر وعروض قصيرة لكتب، الى جانب صور من داخل المكتبات ومحال بيع الكتب. تمنح صفحة بالضيافي مساحة واسعة من القراءات الموصى بها التي تركز معظمها على المرأة والعرق والرواية.
للرياضة حظها في سيدات اعتلين منصات التواصل، فكانت من بينهن لاعبة السكواش المحترفة المصرية، نور الشربيني، الحاصلة على لقب أصغر بطلة عالمية تحت سن 13 عاماً. ففي العام 2016 نالت الشربيني جائزة PSA كأفضل لاعبة لذلك العام، فضلاً عن صنعها التاريخ بعد تتويجها ببطولة بريطانيا المفتوحة لعام 2018.
من بين السيدات المؤثرات في مجال فنون الطبخ وصاحبة المؤلفين الاكثر مبيعاً عن المطبخ الفلسطيني، جودي كالا، التي تبحث كذلك في مجال العلاقة بين الغذاء والهوية وذكرياتها عن مطبخ والدتها. تزخر صفحات كالا على مواقع التواصل بالاصناف الفلسطينية الأصيلة والتي تمنح بدورها نظرة عن قرب على طرق الطبخ التقليدية والابداعية.
اما الشخصيات العامة والأكثر تأثيراً، كانت الملكة الأردنية، رانيا، من أكثر الشخصيات تفضيلاً على موقع “الانستغرام”، ليس بسبب حسها الأنيق في مجال الموضة فحسب، بل لدورها ونشاطاتها بمجال الاعمال الخيرية وواجباتها الملكية. تضم تحديثات صفحاتها بمواقع التواصل، خطاباتها خلال قمة رواد التواصل الاجتماعي، وغيرها من المحافل الدولية والمحلية. انضمت للملكة رانيا، النجمة اللبنانية نانسي عجرم، المطربة الأكثر مبيعاً وكأيقونة في عالم الموضة والأزياء ومشاريعها كسفيرة اليونيسيف للنوايا الحسنة في الشرق الأوسط. الى جانبهما، كانت توكل كرمان، التي تعرف احياناً بـ”المرأة الحديدية” و”أم الثورة” المؤسسة لـمنظمة “صحفيات بلا قيود” التي تدعو للحقوق المدنية. حصلت كرمان على جائزة نوبل للسلام العام 2011 لدورها في الكفاح من أجل حقوق المرأة وسلامتها ومشاركتها الفاعلة بعملية بناء السلام في اليمن.
*موقع ميدل إيست آي