تفجيرات بغداد.. الدوافع والتوقيت

آراء 2021/07/27
...

 محمد صادق جراد
أصبحنا نشهد تفجيرات وأحداث ساخنة كلما وصل العراق الى منعطف مهم ومصيري في تاريخه الحديث، وكأننا أمام محاولات وتدخلات الهدف، منها زعزعة امن المواطن العراقي بصورة خاصة وامن العراق بصورة عامة في محاولة لعرقلة اي خطوة باتجاه التغيير نحو الافضل. 
 
تفجيرات مدينة الصدر أعادت ذاكرة العراقيين الى فترة التفجيرات الانتحارية وايام الحرب الطائفية ورائحة الموت والدماء، بعد ان عاش المواطن العراقي هدنة مؤقتة مع التفجيرات التي استهدفته في الأسواق والمساجد والتجمعات السكنية، والتي ربما كانت تقف وراءها دوافع مختلفة عن الدوافع التي تقف اليوم خلف تفجيرات بغداد وأحداث العنف في بعض المدن العراقية. 
ومما تجدر الإشارة اليه ان هذه التفجيرات تتزامن مع قرب الانتخابات البرلمانية العراقية المبكرة، الامر الذي يجعل العديد من التساؤلات مطروحة في الساحة السياسية وأهمها لماذا جاءت احداث العنف بالتزامن من قرب الانتخابات؟ وهل هي من فعل فلول الارهاب وخلاياه النائمة في العراق؟ أم ان هناك بصمات ودوافع سياسية تمنح الارهاب غطاء سياسيا وتمنحه نفوذا واسعا تساعده في حرية الحركة في الساحة العراقية؟ واخيرا الى متى يبقى المواطن العراقي يدفع الثمن؟. 
وبالرغم من تبني العصابات الإرهابية للتفجيرات، الا اننا مازلنا نسمع هنا وهناك بان ثمة صراعا سياسيا خفيا بين السطور، يعتقد البعض انه قد يقف خلف هذه التفجيرات في محاولة لفرض ارادات خاصة لاطراف تحاول من خلال قتل الناس فرض اراداتها وايصال رسائل سلبية للآخر بانها قادرة على التلاعب بأمن الدولة وأمن المواطن العراقي البسيط، الذي يدفع دائما ثمن التفجيرات، سواء كانت ارهابية ام سياسية، الا انها بالنتيجة النهائية تعكس لجوء اطراف معينة الى القتل واسالة الدماء تحقيقا لاجنداتها الدموية. 
ومما تقدم ندرك حقيقة مهمة وهي ان الدولة باجهزتها الامنية اصبحت امام تحدٍ كبير ومسؤولية تاريخية، لحفظ امن المواطن وحمايته من خطر هذه التفجيرات وان تكرارها لا سمح الله سيكون سببا لزعزعة الثقة بين المواطن وبين الاجهزة الامنية المطالبة بتطوير اجهزتها وخططها الامنية، لتفادي وقوع احداث العنف التي يتعرض لها المواطن في المدن العراقية.