أحلام الأسرة

آراء 2021/07/29
...

  حيدر زوير
 
ما هو العنصر القيمي الرئيس في بناء الأسرة، بجواب مباشر: الصدق فالصدق من أهم عناصر بناء العلاقة التي تحمل سلسلة العلاقات المكونة للأسرة. 
سأحاول أن أختار بداية لطيفة للموضوع. أعتقد أن جميع القراء شاهد تلك الحلقة من البرنامج الكوميدي {ولاية بطيخ} والتي يؤدي فيها الممثل الكوميدي {أموري} دور الزوج المصدوم بزوجته في يوم زفافه، لأنها انقلبت على كل وعودها وتغير تفكيرها وسلوكها. 
وكان الفاصل في التغيير هي بدلة الزفاف. وتعبر عنها بـ{قبل البدلة شي وبعد البدلة شي ثاني}. 
هذه كوميدية هادفة، ففي الحقيقة هذا ما يحصل غالبا، هنالك صنف من اللا حقيقة يسود العلاقات المؤدية للزواج، يمارسها الشاب والشابة. فكلاهما سواء في فترة التعارف أو الخطوبة، يؤديان أدوارا باهرة في الظهور بشكلِ مثالي. لا يمكن تسمية هذا الاداء الا بـ {الكذب} انهما يكذبان، وفي الحقيقة يخدعان بعضهما. 
بل هنالك ما هو أكثر من ذلك، فما يحصل في نماذج كثيرة عندما تسعى الشابة لاقناع شاب من اجل أن يطلب يدها للزواج. والعكس كذلك. فمستوى الخداع الذي يمارس في مثل هذه الحالات لا حد له، ويتسم بأنه مؤامرة مباشرة عكس الأنموذج الاول، الذي وصفه بأنه حالة اجتماعية سيئة.
تزخر ثقافتنا الشعبية بالاحاديث والامثال عن كيف يبدأ الزواج وكيف ينتهي {الزواج أوله عسل. وأوسطه كسل وآخره بصل}، وترسم هذه الثقافة صورة محددة للفتاة عبر {زوج من عود خير من قعود} هذا النمط من التفكير، وهنالك ماهو أهم منه وهو الثقة بالنفس والتصالح مع الذات. 
هي من تدفع الشابات والشباب للانتماء الى اساليب الخداع، التي تقام عليها، للأسف الكثير من علاقات الزواج وبالنتيجة الأسرة.
في الكثير من حالات المرحلة الاولى من العلاقة ليست {عسلا}كما يقول المثل الشعبي، بل هي أداء من الطرفين، فالشاب يقدم ويفعل لقرينته كل ما يعجبها. وهكذا هي تبادله. لكنهما في الحقيقة ليسا هكذا. فيوما ما سيتعبان من الاداء، أو يجدان أن لا حاجة له، وسيظهران على حقيقتهما. 
ووقتها وهو غالبا ما يحصل. سينفران من بعضهما. وهنا سيتضح حجم قيمة الصدق في سعادة وتعاسة الكثير. لحظة العلاقة المؤدية للزواج إذا لم تكن صادقة جدا بكل شيء. فلا تلوم يا رجل ويا إمرأة إلا نفسيكما.