التنمر الإلكتروني

آراء 2021/07/31
...

 سرور العلي
لا شك من أن كثرة استخدام منصات التواصل الاجتماعي من قبل البعض نتجت عنها ظاهرة «التنمر الإلكتروني»، إذ تكون تلك وسيلة للمتنمر للتقليل من الآخرين، والتسبب لهم بالأذى والإساءة، وعلى الرغم مما أحدثته هذه المنصات من تقدم تقني، وثورة هائلة في الاتصالات، ونقل الاخبار والمعلومات بسرعة فائقة، فإن ضعاف النفوس استخدموا الجانب السلبي منها، لزعزعة استقرار أفراد المجتمع، وجعلهم يعشون بقلق وارتياب.
 
 
وعادة ما يكون الشخص المتنمر معدوم الثقافة، وذا تربية خاطئة ،وسلوكا سيئا، ويعاني من التفكك الاسري، وضعف المستوى الدراسي، وذا اسلوب عدائي مع المحيطين به، وناتجا من المعاملة القاسية لوالديه، والحرمان العاطفي، والتسلط ومشاهدة افلام العنف.
 وتكمن خطورة تلك الظاهرة في أن المتنمر غالباً مجهول الهوية، ويكون الضرر ماديا أو اجتماعيا ونفسيا أو معنويا، وتشعر الضحايا بالخوف الدائم، والقلق والعزلة، والإهانة والخجل، والتفكير بالانتحار، وفقدانها لخصوصيتها، ومعلوماتها المهمة من صور ورموز أمان.
ويأخذ التنمر الالكتروني اشكالا متعددة، كنشر صور للآخرين بوضعيات واشكال غير لائقة بهم، أو ترك تعليقات وعبارات مسيئة وغير أخلاقية، أو التقليل من قيمة الأفراد، أو ارسال رسائل تهديد، أو تصوير أفراد من دون علمهم ونشرها على الانترنت، إضافة إلى اطلاق الشائعات والمعلومات المزيفة، بغرض تشويه سمعة الآخر، وانتحال عدة شخصيات، والتجسس واختراق الخصوصية، وسرقة الملكية الفكرية، ويعد التنمر هنا من الجرائم الالكترونية التي يعاقب عليها الفاعل، نتيجة الحاقه الضرر بالآخر.
لذلك على الأسرة أن تراقب أبناءها، وما يشاهدونه من محتوى في وسائل التواصل، وما يتركونه من عبارات قد تؤذي الآخرين، وتحديد لهم أوقات معينة لاستخدام الهواتف المحمولة، وشرح لهم مفهوم التنمر واضراره، وما ينتج عنه لاحقاً، كما أن للمدرسة دورها الفعال في أعداد ورش وبرامج وقائية للتلاميذ، لحمايتهم من كل ظاهرة خطرة تهدد أمن المجتمع واستقراره، وحثهم على الإبلاغ عن حالات التنمر التي يتعرضون لها، ووضع العقوبات، والرقابة على الحواسيب والهواتف، ونشر حملات التوعية والتثقيف، واستخدام الانترنت بشكل متوازن.