أسرار صناعة التطرف والارهاب

آراء 2021/07/31
...

 اياد مهدي عباس 
 
للوهلة الأولى سيظن من يسمع بوجود جامعة إسلامية في إسرائيل بانها مزحة أو خبر غير حقيقي، أو أن هذه الجامعة خاصة بالمسلمين الفلسطينيين، لكن في الحقيقة ان هذه الجامعة موجودة في إسرائيل منذ عام 1956 وهي تمثل ستراتيجية التوظيف الديني حسب الرؤية الصهيونية باتجاه العالم الإسلامي. وهي جامعة إسلامية خاصة باليهود فقط ولا يسمح لغير اليهود دخولها أو الدراسة فيها مطلقاً.
 ويكون الإشراف على جميع شؤون هذه الجامعة من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي بشكل مباشر ومحكم، حيث يتم اختيار المناهج الدراسية والأساتذة بل وحتى الطلاب الدارسين فيها من قبل مختصين في جهاز الموساد الاسرائيلي، ويكون الطالب المتخرج منها مرتبطا ارتباطاً عضوياً مع هذا الجهاز.  أما مناهجها الدراسية فهي العلوم الإسلامية المختلفة كالعقيدة والتفسير والحديث والفقهه واللغة العربية والسيرة، إضافة إلى دورات تدريبة مركزة عن كيفية التعايش مع المسلمين وطريقة التعامل معهم والتحايل عليهم . 
 ويتعلم الطالب فيها ايضا فن التجسس والعمل الاستخباري بحرفية متناهية وهي الغاية الاساسية من انشاء هذه الجامعة. 
 هذا يعني ان هذه الجامعة تحمل مشروعاً كبيراً يتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي وموجهة لاستهداف الأمن القومي الإسلامي والعربي. وبعيداً عن نظرية المؤامرة التي لا أميل اليها كثيراً، نطرح السؤال الذي يتبادر الى اذهاننا كمسلمين أين ذهبت أعداد الخريجين من هذه الجامعة منذ تأسيسها الى يومنا هذا وعلى امتداد اكثر من ستين سنة من عمر الجامعة؟ هل تم الاستغناء عنهم بعد هذا الجهد الكبير والأموال الطائلة التي صُرفت عليهم. 
ام تم زجهم في المجتمعات والدول الإسلامية تحت مسميات داعية أو شيخ او ملا حسب المهمة التي اوُكلت لهم؟. 
إن الإجابة عن هذا السؤال تقودنا إلى معرفة أسباب ظهور التنظيمات الجهادية المتطرفة في بلداننا تحت قيادات مجهولة تحمل اسماء إسلامية مثل أبو حذيفة الشيشاني وأبو علي الأفغاني وأبو عمر البغدادي، وغيرها الكثير من هذه المسميات، التي ارتبطت بظاهرة الإرهاب الديني التي شهدتها الساحة الإسلامية من أجل تشويه الدين الإسلامي وأظهاره بمظهر التوحش والإرهاب. 
ما أريد قوله إن خصومنا وأعداءنا يُحسنون التخطيط لنا بشكل جيد، ونحن للاسف نُحسن التنفيذ لهم بشكل جيد. لذا يجب على الأمة وعلمائها ومفكريها أن يعيدوا النظر بالموروث الديني الذي يسيء كثيراً الى القيم الأصيلة للدين الاسلامي والمخالف للنصوص القرانية، التي تدعو الى التسامح والمحبة ونبذ العنف وتحريم القتل وترسيخ قيم التعايش السلمي مع الأديان الأخرى وعدم الغاء الآخر، كي نمنع تمرير مثل هكذا مخططات تستهدف امتنا وديننا الحنيف.