صلاح القصب: التشكيل قارة يسكنها الأدباء والفنانون

فلكلور 2021/08/02
...

  بغداد: الصباح
ضمن فعاليات مهرجان العراق الوطني للمسرح، افتتح امس الاحد في قاعة التشكيل بنقابة الفنانين معرض (لا أحد ياتي.. لا أحد هناك)، للمسرحي صلاح القصب.
القصب في معرضه وكما هو امتداد لرؤيته في مسرح الصورة، لا يدعو الى القراءة المجردة، فهو يرفض جعله قارئاً حيادياً، كما يرفض أن يجعله واقفاً أمام لوحة على جدار أصم لأجل متعة آنية وعذوبة لحظوية ستزول سطوتها حالما يخلف اللوحة وراءه، لذلك سيكتشف المتلقي أن سحر الدهشة الأولى، وسر المتعة، سيتوالدان ويتواصلان ويستمران، وسيجد المتلقي نفسه منقاداً الى قراءات عدة وتأويلات منفتحة على معانٍ متجددة.
في حديثه لـ{الصباح {نفى د. صلاح القصب، وجود طفرات بين مكونات الفنون، إنما عدها محيطاً لبلاغة وجمالية فوتونات طاقة اللحظة المنطلقة من عظمة التشكيل والعمارة، ليجسدهما على خشبة الوجدان، قائلا: {التحول ليس انتقالا من منطقة الى أخرى، بل تداخل لسرد زمني يشكل طاقة اللحظة، مسرح إنطلق من عظمة التشكيل والعمارة، نهضة بصرية معمارية تشكلها الوان وخطوط ومنحنيات وفضاءات وفراغات، تعتمد الرؤية الاخراجية المعاصرة، من اللحظة التي تمثل اللوحة التشكيلية}.
أكد {التشكيل قارة يسكنها الأدباء والفنانون، محتفين بالعناصر المتحركة ديالكتيكيا، المخرجون الكبار رسامون كبار} مضيفا {ساندمانو وبيتر بروك وآبير، ينتمون الى سرية التشكيل وفضاءاته التي لا حدود لها}.
تابع: {ضمن دراستي في رومانيا، انا وآراميا يوسف وعباس علي جعفر، تلقينا محاضرات لمدة عام، في قسم التشكيل بكلية الفنون ودرسنا العمارة في كلية الهندسة، مدركين اشتغالات الكتلة وحركتها المعمارية، التي لا يمكن ان أكون مخرجا منتميا الى عصر تتداخل في مساراته ثقافات وموجات طاقة ترددية متحدة، ما لم أستوفها}.
مشيرا الى {إشتغلت خلية الفن التشكيلي منذ طفولتي، كانت تستهويني أزقة منطقتي الفضل بهندستها المعمارية المستديرة، مشكلة لي لحنا يشبه عاصفة أوبرالية، كما أسهمت بنقطة الجذب الاولى وبعدها حدث تحول في مدرسة {المأمونية} الابتدائية الانموذجية، التي تهتم بالفنون وتحديدا المرسم بإشراف عبد الله الكاتب، اللوحات التي تزين جدران القاعة أملكتني الدهشة، أقف امامها متأملا، وكذلك في المتوسطة الغربية ومرسمها المضيء بإشراف الفنان خليل العزاوي، قدمت اوراقي بعد التخرج في الاعدادية الى قسم التشكيل في كلية الفنون الجميلة، جامعة بغداد، وحصلت على الموقع الرابع احتياطا؛ لأن الذين قدموا معي أسماء مهمة الان في الفن العراقي، لذلك انتشلتني طاقة أخرى متداخلة مع التشكيل، هي المسرح انتميت الى ديناميكيته ميالا الى التكوين {التركيب} ومن تماهي طاقة التشكيل مع المسرح إنبثقت الصورة}.
 سيكتشف المتلقي عن أن سحر التكوينات في لوحات القصب التي أغوته، وسر الدهشة الذي قاده في لحظة المواجهة الأولى، سيبقيان ماثلين لزمن طويل قادم، ومتعة القراءة الأولى ستترك هدير فعلها نافذاً في فضاءات الذاكرة.