في موكب مهيب.. المسرح العراقي يعلن انطلاق مهرجانه الوطني الأول

فلكلور 2021/08/02
...

  بغداد: الصباح
حف سابلة الطريق برصيفي شارع السعدون، مساء أمس الاحد الذي شهد مسير موكب ضيوف مهرجان العراق الوطني للمسرح، من محل إقامتهم في فندق فلسطين ميريديان، صف من سيارات تراثية انتظم عند بوابة المسرح الوطني، ايذانا بإنطلاق فعاليات المهرجان، الذي تنظمه نقابة الفنانين بالشراكة مع الهيئة العربية للمسرح، حتى السبت المقبل السابع من آب الحالي.
{إجعلوا الحياة أكثر رفعة وجمالاً}
حمل الموكب بهجة الجمهور، الى المسرح الوطني، لتفتتح الفعاليات بكلمة رئيس الجمهورية د. برهم صالح: {لا تنهض أمة، ما لم تنتعش روحها بقيم الجمال والمحبة والعدل والتقدم، الآداب والفنون، بضمنها المسرح، هي روح الأمة وضميرها الحي، فليكن الجمال وسيلتكم في الابداع، ولتكن العدالة والحق هدفكم إبدعوا بحرية، وإجعلوا الحياة أكثر رفعة وجمالاً}، متفائلا بعودة روح الوعي الثقافي الرصين، منطلقاً من عمق التجربة المسرحية الراسخة في ثرى أرض الرافدين الخصب.. نابضة بالحياة، مبدياً سعادته بالنتائج الطيبة التي أسفر عنها التفاهم بين نقابة الفنانين العراقيين والهيئة العربية للمسرح.
 
المسرحيون جوهرة العصر وخلاصة التاريخ
وقال رئيس اللجنة العليا للمهرجان د. صلاح القصب {يا مهندسي حضارات العالم، أيها المسرحيون، ياموج الزمن داخل مسارات الزمن، مهرجاننا المسرحي هذا سحرٌ لطقوس شرقية يطير بنا فوق مدن وقارات ملونة، لينشر موجات جوهرها السلام والجمال، ادخلوا الى عصر التكنولوجيا وأحلام الدهشة، التي تعتمد الشعر المركّب وعلوم الفيزياء والرياضيات والفلسفة وأرقام الجبر ومعادلات الفيزياء، أغزوا الزمن بالزمن ارسموا أطلساً مسرحياً جديداً لمسرح عراقي يسمو ويبحر في فضاءات جمالية حُلمية شاسعة، تدفعنا الى عالم المساحات البعيدة، افتحوا الأبواب المغلقة لتدخلوا الى عصر مسرحي عراقي جديد لتجارب ورؤى عالمية}. خاتما القصب كلمته {محبتي لكم ياصنّاع الجمال، المسرحيون جوهرة العصر وخلاصة التاريخ}.
 
المسرح يضيء العتمة ويتجاوز الزمان
وفي كلمة متلفزة بثت مباشرة، تحدث أمين عام الهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله قائلا {أيها المسرحيون ياصفوة الزمان وخلاصته، السلام عليكم وعلى العراق الذي يشبهكم جمالا، فالمسرح سفينتنا في طوفان الجنون الذي يجتاح هذا العالم، والمسرحي حمامة تعود بغصن أخضر مبشرة بنهاية الطوفان، ألسنا من يضيء العتمة ويتجاوز الزمان، يوقته على خاطر الحب، يقدمه ويؤخره؟}.
واضاف عبدالله {نحن اليوم معكم على موعد رسمناه منذ سنوات، حلم لم يمت، حلمنا يتناسخ في أرواحنا، حملتموه، وحملناه معكم كي يكون، وها هو اليوم حقيقة، يعلن ميلاد حدث فاصل، مهرجان العراق الوطني للمسرح، وهذه دورته الأولى، وإني أرى دورات تلي دورات، فما مات في العراق على مدى التاريخ جمالاً، وما اندثر في العراق على مدى التاريخ إبداع، وما جمع العراقيون بعد حبهم للعراق شيئا أكثر من حبهم للفن والابداع}.
واهدى الامين العام أطيب عبارات الود والأخاء وأزكى آيات المحبة والوفاء، الى المسرحيين العراقيين، راجيا من الله تعالى أن يمتعهم بالصحة والعافية وأن يجنبهم آفات هذه الجائحة العاتية، ناقلا تحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية.
ناهيا حديثه {لا أجد إلا السياب أقول معه {لأن العراق الحبيب بعيد وإني هنا في اشتياق.. إليه أنادي: عراق}. 
 
نحو مسرح عربي جديد ومتجدد
وتابع نقيب الفنانين د. جبار جودي العبودي {تنطلق اليوم الدورة الأولى من مهرجان العراق الوطني للمسرح (دورة سامي عبد الحميد)، معلم الأجيال السامي فكراً وعطاءً وابداعاً، بعد أن واجهنا تحديات عدة لم تكن جائحة (كورونا) وحدها من تسببت في تأخير انعقاده لمدة قاربت السنتين، فكانت هناك معيقات (بيروقراطية) حاولت أن تقف بوجه حلم المسرحيين العراقيين في إقامة هذا المهرجان، الذي تنظمه نقابة الفنانين العراقيين تحت شعار (المسرح حياة)، برعاية كريمة من لدن رئيس جمهورية العراق الدكتور برهم صالح، وبالمشاركة مع الهيئة العربية للمسرح التي دعمت المهرجان ضمن مبادرة فاعلة وهادفة، من لدن رئيسها الأعلى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، لإقامة مهرجانات وطنية سنوية للمسرح في مختلف البلدان العربية، من بينها العراق، لتكون رديفة لمهرجان المسرح العربي الشامل والجامع لابداعات المسرحيين العرب، وتحقيقاً للشعار الأسمى (نحو مسرح عربي جديد ومتجدد)، الذي ستكون بغدادنا الحبيبة على موعد معه، في دورة العام 2023، فضلاً عن احتفاظنا بحق اقامة دورات جديدة من (مهرجان العراق الوطني للمسرح)}، مبينا {يلتئم شمل مسرحيي العراق في عرس إبداعي جمالي رصين، ينطوي على عرض عشر مسرحيات تتنافس على جواز المسابقة الرسمية للمهرجان تحددها لجنة تحكيم محترفة ورصينة، وثماني مسرحيات موازية تمثل بغداد ومحافظات عدة، مع جلسات نقدية، ومؤتمر فكري بعنوان (المسرح والمدينة) بالتعاون مع المركز الثقافي لجامعة البصرة، ومعارض للتشكيل والكتب، إضافة الى إصدار اربعة كتب مسرحية جديدة، بدعم الهيئة العربية للمسرح، ونشرة يومية وفعاليات أخرى، فضلاً عن بناء مسرح صيفي جديد في مقر النقابة بتجهيزات وتقنيات حديثة، ليحتض عروض المهرجان مع مسرحي (سميرأميس والنجاح)}.
شاكرا كل من مد يد العون لاقامة هذا المهرجان الكبير.
 
وشاح وموسيقى وبوق اسرافيل
افتتح المهرجان بالنشيد الوطني وعرض الدراما دانس {وشاح} ومقطوعتين موسيقيتين لبيت العود.
عن {وشاح} قال الفنان ضياء الدين سامي: {العرض من تاليفي واخراجي.. تمثيل اربعة وعشرين راقصا، إنتاج نقابة الفنانين، تتحدث عن عفة العراقيات ونبلهن}.
على هامش المهرجان افتتح في السادسة مساءً على اروقة النقابة معرضي {لا احد هناك} للفنان القصب و{أفق} للفنان محمد حياوي ورفع الستار عن نصب {ثورة تشرين} للفنان فاضل وتوت.
واختتم اليوم الاول من المهرجان بعرض مسرحية {بوق اسرافيل} تاليف واخراج علي دعيم، على سميراميس في الثامنة مساءً.
يأتي هذا المهرجان في إطار المبادرة الكريمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح. هذه المبادرة الهادفة إلى تنظيم مهرجانات وطنية للمسرح تعنى بالمسرح المحلي في أرجاء الدول العربية، ويأتي أيضا في إطار تفعيل الستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، التي أعدتها الهيئة العربية للمسرح والرامية إلى تنمية وتطوير الفن المسرحي في الدول العربية والتي أقرها مجلس وزراء الثقافة العرب في الرياض سنة 2015.