في الدعاية الانتخابية

آراء 2021/08/02
...

   سعد العبيدي
 
توجه العراقيون في النظام الديمقراطي الفتي بعد العام (2003) الى أن ينتخبوا، وكانت وما زالت فلسفة الانتخاب في النظم الديمقراطية هي انتخاب الأكفأ أو الأصلح لتمثيل الناخبين في حل مشكلاتهم وتحقيق أهدافهم في العيش الأفضل. 
مشكلتنا في العراق الذي لم يخبر الديمقراطية من قبل أو الذي حلت عليه الديمقراطية فجأة دون تراكم الخبرة، هي غياب القدرة العقلية الفردية على تقييم الأصلح، وغيابها في الأعم يعود الى عدم وجود سجلات عقلية عند الغالبية تحفظ في خلاياها معلومات وصور عن الأصلح، في مجتمع يتجه بطبعه التناحري العصبي القبلي الى تقديم الأقرب الى الواجهة على حساب الأصلح. 
على هذا أو بسببه وأمور أخرى توجه المرشحون منذ أول تجربة انتخاب والى آخرها، التي بدأت تباشير دعايتها هذه الأيام الى التركيز في دعايتهم على الجوانب الغريزية والتمني في اشباع الحاجات الأساسية، وراحوا كثيراً في مغالاتهم في هذا الشأن، الى المستوى الذي باتت تظهر فيه وفي كل دورة انتخاب بدعة، تقوم مرة على منح الهدايا بطانيات وتقوم مرة أخرى على توزيع سندات أراض وهمية، وهلم جرى. 
إن هذا النوع من الدعاية، وان قدم فائدة لبعض المرشحين وأوصل بعضهم الى البرلمان أعضاء فاعلين، لكنه ومن الزوايا النفسية أضر كثيراً بالديمقراطية وبالعملية الانتخابية، إذ كون وبسبب الفشل في تنفيذ الوعود واخفاق المرشح، لأنه لم يكن الأصلح الى تكوين آراء مضادة ناقدة، للأشخاص والأحزاب التي ينتمون اليها والى كتلهم تعممت بسبب سعة الانتشار على العملية الديمقراطية. 
إن دعاية الوعود الوهمية، إضافة الى مآخذها الأخلاقية فإنها لا تجدي نفعاً في عملية بناء الديمقراطية، والحل الأمثل في مجالها أن يتم تنظيم الدعاية على وفق البرامج الانتخابية للمرشح، وأن يعاقب المرشحون الذين يحاولون إيهام الجمهور الناخب وتسويق التمنيات هواء في شبك.