جذب الاعلام أسيل سامي عبد الحميد، منذ طفولتها مترعرعة في كنف والديها.. الفنانين سامي عبد الحميد وفوزية عارف؛ لأنها نشأت في بيئة غير عادية ثقافياً.
وقالت أسيل: “أن ينشأ المرء في بيت سامي عبد الحميد، وفوزية عارف، وكأنه يتربى داخل مسرحية او رواية..
نشأة مكتظة بالكتب والمجلات والتنظيرات الرفيعة؛ لان حتى اللغة المتبادلة في الحديث المنزلي العام.. بيني ووالدي.. وبينهما، هو حديث أدبي، أسمع فيه مفردات متنوعة ذات مستوى تفكير عال.. يراجعان النصوص لبعضهما مؤكدة: “أتذكر عندما يحفظان مسرحية.. يتمرنان.. واحد يراجع النص للآخر؛ ما جعل لغتيَّ العربية والانكليزية ممتازتين”.
وتلك النشأة مكنتها من حسن القراءة في قسم الترجمة بكلية الآداب.. الجامعة المستنصرية مبينة:”والداي لم يدرباني، التلقي هو الذي جعل نطقي سليماً؛ نتيجة الاستماع الى إذاعة FM، وهي تبث بالانكليزية؛ فأتمنى ان أكون ضمن ملاكها؛ وفعلاً تخرجت في الجامعة وانتظمت مع فريق الـ FM، ومنها انطلقت في ميدان الاعلام” وأضافت: “لا أدري إن كنت سأغير مجالي، لو لم أجد موطئ قدم في قناة الجزيرة، لكن لولاها ما بلغت المستوى الذي أنا عليه الآن؛ فهدفي بالانتقال من المحلية الى العربية، هو تطوير ملكاتي، وجدت عالماً مغايراً.. فطريقة التعامل مع الامور مختلفة، إعلام حقيقي مفتوح إيجاباً، اعاد صياغة المفاهيم في ذهني، وعندما أراجع.. الآن.. قراري بمغادرة العراق، أجد نفسي قد اكتسبت إبداعاً، ما كان ليتوفر محلياً”.
وتابعت الاعلامية عبد الحميد: “اصبحت دقة الخبر وصدق المصدر، تحدياً عالمياً؛ لكثرة منافذ ومصبات الخبر، وكل لها توجهها، ولا يوجد في الكون مصدر حيادي.. إطلاقاً، إنما كل يوصل رسالة مؤمن بها، اما تمييز الخبر الصحيح من المطعون به؛ فهذا اختبار للوعي المهني.. شخصياً” ملاحظة: “الشارع يستجيب للخبر.. متحمساً، من دون تمحيص”.
وأشارت الى ظهورها ممثلة في فيلم “الملك غازي” مطلع حياتها: “تجربة حلوة، متأثرة بأهلي في التمثيل، لكنهما رفضا، مختارين لي سبيلاً آخر؛ فالاعلام أصبح شغلي الشاغل” مبينة: “أتمتع بجاذبية، تشكل جزءاً من سر نجاحي، الى جانب الثقافة العامة.. وحياتي لم تكن سهلة في الخارج، اما في الداخل، فكل طرق النجاح مفتوحة لي.. تخرجت مستفيدة من شهرة والدي وامكاناتهما المادية واسعة، حتى في زمن الحصار.. معروفة مبكراً.. لكن التحدي بدأ عند مغادرتي العراق، بدءاً من الصفر، لإثبات الذات؛ في كل لحظة أواجه امتحاناً.. حتى الآن، خرجت بنتاً شابة غير متزوجة.. ارتبطت وأنجبت ثلاثة تتابعاً وانفصلت وتزوجت ثانية، منجبة الرابع، بكل صعوبات الاعلام وإلتزاماته.. وحدي في المواجهة لـ 22 عاماً من الغربة”.
وأوضحت: “بدأت بتقديم برامج فنية في العراق، أما “الجزيرة” فقناة اخبارية، نفذت منها الى السياسة” وأحدث منجزاتها: “رواية الرقص على جمر... نقلت فيها مشاعر وطنية ومعاناة الغربة، فاتحة الباب الى رواية أخرى، بدأت كتابتها”.
لفتت الى محدودية أثر الاعلام العراقي: “يحتاج شغلاً كثيراً كي ينتقل من الصفر الى مستوى أعلى، برغم وجود إمكانيات بشرية، لكنها غير منتظمة في سياق منهجي، وتخضع للمجاملات على حساب المؤهلات.. لا دورات تطويرية، وكل من شاء فتح محطة فضائية، يؤجر بيتاً ويطلقها.. ثمة قنوات عراقية بلا رسالة”.
وأسيل سامي عبد الحميد التكريتي، تولد بغداد 1968، ماجستير آداب ترجمة، متزوجة من مهندس عراقي، في قناة الجزيرة، ولديها اربعة اولاد ذكور.