كابول: وكالات
عد الرئيس الأفغاني أشرف غني أن قرار واشنطن "المفاجئ" سحب قواتها من أفغانستان كان وراء تدهور الوضع الأمني في بلاده، وقال غني متوجها إلى البرلمان أمس الاثنين: إن "سبب الوضع الذي نحن فيه حالياً هو أن القرار اتخذ بشكل مفاجئ"، مضيفاً أنه حذر الأميركيين من أن الانسحاب ستكون له "عواقب".
وأشار غني إلى أن السلطات وضعت خطة لمدة ستة أشهر لهزيمة طالبان، لكنه أقر بأن الحركة المتشددة لم تعد "حركة مشرذمة تفتقد للخبرة"، وأضاف، "نواجه قيادة منظمة مدعومة من ائتلاف آثم للإرهاب الدولي والدوائر الداعمة له".
وجاءت تصريحات الرئيس الأفغاني في وقت تخوض قوات بلاده معارك لمنع سقوط أول مدينة رئيسة في أيدي "طالبان" بعد هجمات شنها المسلحون على مراكز حضرية في إطار تصعيد كبير، وهاجم عناصر "طالبان" عواصم ثلاث ولايات على الأقل هي (لشكر قاه وقندهار وهرات)، بعد نهاية أسبوع شهد مواجهات عنيفة نزح على أثرها آلاف المدنيين في ظل تقدم المقاتلين.
من جانبه، حذر الجنرال ديفيد بترايوس، الرئيس الأسبق للاستخبارات المركزية الأميركية وللقيادة المركزية بالجيش الأميركي من احتمال اندلاع حرب أهلية دموية بسبب انسحاب قوات بلاده من أفغانستان.
ورأى الجنرال الذي تولى أيضا قيادة قوات التحالف في أفغانستان، أن "الولايات المتحدة كان يمكنها منع مثل هذا الاحتمال لو قررت ترك فرقة من قواتها في البلاد."
وقال بترايوس في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية: "في أسوأ الأحوال، يمكننا أن نرى حرباً أهلية دموية ووحشية، على غرار تلك التي كانت في التسعينيات، حين انتصرت طالبان. إذا حدث ذلك فمن المحتمل أن نرى عودة معقل القاعدة"، لافتاً في هذا الصدد إلى أن "الولايات المتحدة بهذه الطريقة تتخلى عن القيم التي حاربت من أجلها" على حد تعبيره.
كما رأى أن بلاده كان يمكن أن يكون لها موقف أقوى في المفاوضات مع "طالبان" لو أظهرت التصميم والإرادة على البقاء، مضيفاًبقوله: "ولكن إذا قلنا للعدو إننا سنغادر، فلماذا عليهم أن يتخلوا عن أي شيء؟ .. غير مفهوم إلى حد ما بالنسبة لي لماذا لم نفكر في إمكانية ترك 3500 عسكري لمنع حرب أهلية، بينما في الوضع الحالي ستستمر الحرب وستزداد سوءاً.
في غضون ذلك، صرح مستشار الرئيس الأفغاني، كلام الدين شينواري أن السلطات الأفغانية لا تعارض حماية تركيا لمطار كابول الدولي بعد انسحاب القوات الأميركية.
وقال شينواري: إن "أنقرة عرضت ذلك على واشنطن من أجل الحصول على بعض التفضيلات من الولايات المتحدة، مضيفاً "لكن الموافقة من قبل الجانب الأفغاني بشأن هذه القضية هو أحد الشروط، والحكومة الأفغانية ليس لديها مشكلات مع تركيا بشأن هذه القضية".
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم حركة طالبان (المحظورة في روسيا)، ذبيح الله مجاهد، أن الحركة لن تسمح بالتواجد العسكري لتركيا في أفغانستان، وتطالبها بحل القضايا وسحب قواتها العاملة ضمن حلف الناتو، وذلك في أعقاب الاقتراح التركي لتأمين مطار كابول بعد خروج القوات الأجنبية.