خالد محمد علي: أخشى أن يتحوّل العزف من الطربي إلى التقني

الصفحة الاخيرة 2019/02/23
...

مالمو / عمار السبع
خالد محمد علي عازف ومؤلف موسيقي، انطلقت بداياته من مدينة الموصل، إذ عمل ودرس وأبدع هناك ثمّ انتقل الى بغداد ليواصل ابداعه الموسيقى، من ثم هاجر خارج العراق ليواصل ابداعه من تأليف وعزف وإقامة أماسي موسيقية في العديد من العواصم العربية والأوربية.  يرى خالد ان مدرسة الشريف محي الدين حيدر هي الاشهر والاكثر انتشارا في العراق والوطن العربي، ولها حضور متميز جدا في ساحة العود العربية والشرقية والعالمية،  جريدة “الصباح” أجرت معه هذا الحوار والحديث عن مشواره الفني والإبداعي.
البدايات
عن بداياته الموسيقية وتأثير مدينة الموصل على مشواره يقول: إن “مدينتي الموصل مدينة جميلة ماؤها عذب وهواؤها نقي وطبيعتها خلابة.  بحكم موقعها الجغرافي ومكانتها التاريخية تجد فيها العديد من ألوان الموسيقى والغناء، الدبكات والرقصات والغناء والازياء الشعبية من مختلف الطوائف والقوميات والاديان، أهلها يحب بعضهم بعضا تربطهم جميعا اللهجة والبصمة الموصلية، ظهر في الموصل العديد من الأعلام في الفنون كافة والموسيقى والغناء والأدب والشعر ولها تاريخ عريق في ذلك”.
ويضيف أن “من عظماء الفنانين والموسيقيين من أبنائها هم: إبراهيم الموصلي وإسحق الموصلي وزرياب وعثمان الموصلي وجميل بشير ومنير بشير وغانم حداد وغانم ناجد واحمد الجوادي واكرم حبيب وكثرون غيرهم، تركوا إرثا فنيا زاخرا وغزيرا لم  تستطع يد الاشرار محوه والمساس به، هو محفور ومنقوش في جدران القلب والذاكرة ويحفظه فنانوها وأبناؤها النجباء،  من هذا كله تعلّمت ودرست وتأثرت وعملت على أن أحافظ على إرث أجدادي من العظماء”.
 
الإنتاج الموسيقي
خالد محمد علي الذي أنتج وأصدر العديد من اللبومات الغنائية يوضح أن سبب التوقف حاليا عن انتاج الألبومات هو أنّ “إنتاج العمل الفني والموسيقي مكلف جدا من الناحية المادية،  مما أدى بشركات الانتاج الى تقليل إنتاج المواد الفنية والتوقف أحيانا وعدم شرائها الاعمال الفنية واستقبالها، السبب في ذلك هو سرعة انتشار المواد والاعمال الفنية في وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت”.
يزيد: “لذلك توقفت عن إنتاج الالبومات الموسيقية، واقتصر النشر على إقامة الأمسيات الفنية والحفلات وطرح الاعمال الجديدة وكذلك نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. والهدف الاساسي هو إيصال الاعمال الفنية الجديدة الى المهتمين والمتلقين”.
عن التأليف الموسيقي والشروط الأساسية التي يجب ان تتوفر عند الموسيقي يقول: إنّ “التأليف الموسيقي هو موهبة في الاساس يتبعها دراسة معمقة، ودراية وإلمام بنظريات الموسيقى وقواعدها وشروطها، كذلك معرفة المقامات الموسيقية بكل أنواعها وفروعها وأصولها الشرقية والغربية ومعرفة الموازين والقوالب الموسيقية أيضا وتخزين حاصل كبير من المواد المسموعة المتنوعة على مر السنين لتصبح خبرة متراكمة، بعد ذلك بإمكان المؤلف الموسيقي أن يضع ويصوغ لحنا وعملا فنيا، اذا توفرت الشروط التي ذكرتها”.
 
العود العراقي ومستقبله
وبشأن مستقبل العود العراقي يرى “العود والعازف العراقي متميز دائما في محافل الموسيقى ومعروف عن المدرسة العراقية في العود هي السباقة دائما والمتميزة في الوطن العربي، لا أخشى على العود ومستقبله في العراق أبدا، إنّما خشيتي أن يتغيّر أسلوب العزف الطربي والوجداني والـتأمّلي الراقي والابتعاد عنه والاتجاه الى العزف التقني المبالغ فيه”.
 
الموسيقى والأسماء
ويرى خالد محمد علي أنّ إطلاق الاسم عشوائيا على الموسيقى بدون تجسيد المعنى ورسم صورة خيالية مطابقة لايتناسب والمسمّى، ويوضح أن “اسم المقطوعة الموسيقية هو دال عليها، يجسّد معناها ويرسم للسامع صورة خيالية عن موضوعها, الامثلة كثيرة سيمفونية القدر والبطولة لبيتهوفن وبحيرة البجع لتشايكوفسكي وكونسيرت الكمان لمندلسون وكثير غيرها، إطلاق الاسم عشوائيا على الموسيقى بدون تجسيد المعنى ورسم صورة خيالية مطابقة لايتناسب والمسمى، أنا اعتبره فقط للفت الانتباه على القطعة الموسيقية، عندما أقوم بوضع مؤلف موسيقي جديد، أختار له الاسم أولا، ثم أضع سيناريو لكيفية سرد الاحداث داخل العمل وكأنّي اكتب قصة او رواية، لكي أصل في النهاية الى اسم على مسمّى”.
 
الأماسي الموسيقيّة
ويختم الفنان خالد محمد علي حديثه لـ “الصباح” عن أمسيته التي أقامها في العاصمة بروكسيل التي كانت مع العزف حسن فالح: “سبق وأن أقمنا العديد من الامسيات الموسيقية أنا وزميلي الفنان حسن فالح في دول عربية وأوروبية كثيرة، بما أننا نقدم أعمالا ذات طابع فني تقني حقيقي،  نجد في المقابل جمهورا كبيرا محبا لموسيقانا وأعمالنا الفنية، هذا أعدّه نجاحا ودليلا على السير في الطريق الصحيح. كانت أمسيتنا في بروكسل جميلة جدا وأحدثت صدى واسعا بين الحضور والأوساط الفنية، كتبت عنها العديد من الصحف والمجلات هناك، قدمنا برنامجا منوّعا من الموسيقى الحديثة والكلاسكية القديمة والمقامات العراقية والاغاني التراثية مع بعض القطع العالمية الصغيرة التي لاقت نجاحا كثيرا”.