عزي الوهاب أنموذجاً

فلكلور 2021/08/05
...

 باسم عبد الحميد حمودي
 هو بطل مهرجان الاخيضر الثقافي الاول في السبعينيات، فقد حرك محبي فنه وأدبه في كربلاء لدفع السلطات الى السماح بانشاء مهرجان الاخيضر، الذي حضره الجواهري الكبير وأسهم فيه
شعرا.
 هو ( عبد العزيز عبد المجيد سلمان الوهاب) المولود في كربلاء عام 1938 وثالث الثلاثة الاوائل، الذين تخرجوا في معهد الفنون الجميلة ببغداد، اولهم بدري حسون فريد وثانيهم ناصر الاشيقر، وكان ذلك عام
1961.
 لم يكن صاحب( أصدقاء المزرعة) التي اخرجتها أحلام عرب في السبعينيات، ومخرج (الدجاجة الشاطرة) لمسرح الطفل العراقي في الثمانينيات وكاتب النصوص المسرحية في مجلتي (الأديب ) و(الاداب) البيروتيتين، قد قصر عمله على المسرح كتابة واخراجا وتمثيلا فقط، بل كان واحدا من أبرز رواة الحكاية الشعبية في مجلة (التراث الشعبي) على اختلاف مراحلها، وكان أحد مترجمي الحكايات الألمانية الشعبية لهذه المجلة، سواء نصوص الأخوة غريم أو غيرهم.
ولعل وشيجة ارتباطه بهذه المجلة هو حبه لرواية الحكاية الشعبية المحلية وتسامي هذه الرغبة الى التأليف والتجسيد الاخراجي بعد هذا، حتى اتاح له تعلم اللغة الألمانية وسط المانيا، التي درس فيها مسرح الدمى تجسيد ولعه الجوهري في التجديد
 والاضافة.
 فكان باب المانيا – اللغة دربا آخر الى تطوير الابداع في الكتابة والترجمة والتأليف، وبذلك حصلت مجلة (التراث الشعبي)على رافد آخر مثلما حصل عزي الوهاب على بوابة جديدة لتطوير موهبته الابداعية في الحكاية والتجسيد
الاخراجي.
كانت كشوفاته في مسرح الدمى تجسيدا لقوة الارادة في الصبر والعطاء، مثلما كانت ارادته الخيرة في صياغة بنية جديدة لمسرح الحكي الشعبي للاطفال، عبر الدمية المصنوعة أو المسرح أو الكلمة
 المدونة.
 رحل عزي الوهاب عن عالمنا في منتصف كانون الاول 1994، وهو في قمة عطائه بعد أن أغلقت أبواب العمل أمامه وضاع مسرح الدمى مثلما ضاعت أحلامه الكبيرة ضمن سنوات القهر والحصار، فكان أنموذجا للارادة التي لا تلين التي قهرتها ارادة أقوى منها، أرادة الحرب والشر.
 تلامذة عزي الوهاب هم الأثر الباقي المجدد لطموحاته وبهم تسعد ذكرى عبد العزيز الوهاب - رحمه الله-