تذكر الطموح الأصلي والرسالة التأسيسية وإطلاق مسيرة جديدة من النضال

قضايا عربية ودولية 2021/08/05
...

  تشانغ تاو 
 
يصادفُ هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. وفي أول يوليو، أقيمت في بكين الاحتفالية بالذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني، حيث ألقى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني رئيس الدولة رئيس اللجنة العسكرية المركزية شي 
جينبينغ كلمة مهمة.
أشار شي جينبينغ إلى أن الحزب الشيوعي الصيني حدد السعي وراء سعادة الشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية غايته الأصلية ورسالته. وعلى مدى مئة سنة، وحد الحزب الشيوعي الصيني أبناء الشعب الصيني وقادهم، فسطروا بروح الشجاعة العظيمة التي تتجسد في "التضحية تشحذ العزيمة فتجرؤ على منح الشمس والقمر سماء جديدة"، أروع ملحمة في تاريخ الأمة الصينية الممتد لآلاف السنين. كما أعلن شي بمهابة أن الحزب الشيوعي الصيني نجح في قيادة الشعب الصيني لتحقيق أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس الحزب، وإنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل على أراضي الصين، وحل مشكلة الفقر المطلق بصورة تاريخية، ويقود الشعب الصيني الآن للتقدم بكل حماسة ونشاط نحو أهداف الكفاح عند حلول الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، وقد دخل تحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية مرحلة تاريخية لا رجعة فيها. كل من الطريق العظيم الذي فُتح خلال السنوات المئة المنصرمة والقضية العظيمة التي ابتكرت والمنجزات العظيمة التي حققت سوف يسجلها حتما تاريخ تطور الأمة الصينية وتاريخ تطور الحضارة البشرية.
منذ تأسيس الصين الجديدة، ظلت تلتزم بإقامة وتطوير علاقات الصداقة والتعاون مع جميع الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي المتمثلة في الاحترام المتبادل للسيادة ووحدة الأراضي، وعدم الاعتداء المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية بصورة متبادلة، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي. 
ومنذ انعقاد المؤتمر الوطني الـ18 للحزب الشيوعي الصيني، يدفع الأمين العام شي جينبينغ المبادرة المهمة تحت عنوان "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"طريق الحرير البحري في القرن الـ21" التي تلتزم بمبادئ التشاور والتعاون والكسب للجميع في بنائها، وتطبق مفاهيم الانفتاح والتنمية الخضراء والنزاهة، وتسعى وراء المعايير العالية وخدمة معيشة الشعب والاستدامة، وتعمل على الدفع بتنسيق السياسات وتسهيل المواصلات وتقوية الروابط التجارية والمالية وتقارب قلوب الشعوب، وتحقيق التنمية العالية الجودة حتى تصبح منفعة عامة يرحب بها العالم أجمع، ومنصة مهمة لإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
 استرشادا لفكر شي جينبينغ حول الدبلوماسية، تدافع الدبلوماسية الصينية بكل ثبات عن سيادة الدولة وأمنها ومصالحها التنموية، وتعمل على تعميق التعاون مع المجتمع الدولي في مجالات تغير المناخ وحماية البيئة والاقتصاد الرقمي، والحفاظ على تعددية الأطراف بشكل مشترك. كما أعلن شي بمهابة في الجمعية العامة للأمم المتحدة وغيرها من المحافل الدولية أن الصين تلتزم بالحفاظ على المنظومة الدولية المتمحورة حول الأمم المتحدة والنظام الدولي القائم على القانون الدولي.
يوافق هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني وكذلك السنة الأولى لتطبيق الخطة الخمسية الرابعة عشرة وتحقيق الأهداف البعيدة المدى بحلول عام 2035 على نحو شامل، سنواصل حسن إنجاز الأعمال الصينية، والعمل على التخطيط الموحد لدفع "الترتيبات الشاملة للتكامل الخماسي"، والدفع المنسق للتخطيطات الستراتيجية المتمثلة في "الشوامل الأربعة"، وتعميق الإصلاح والانفتاح على نحو شامل، والانطلاق من مرحلة تنموية جديدة لتطبيق الفكر التنموي الجديد بصورة كاملة وسديدة وشاملة، وإنشاء نمط تنموي جديد، ودفع التنمية العالية الجودة، والمضي قدما صوب تشجيع الاعتماد على الذات وتقويته في مجال العلوم والتكنولوجيا، ويتعين علينا ضمان كون الشعب سيدا للدولة، والمثابرة على حكم الدولة وفقا للقانون ونظام القيم الجوهرية الاشتراكية، ومتابعة ضمان وتحسين معيشة الشعب في عملية التنمية، والتمسك بالتعايش المنسجم بين الإنسان والطبيعة، والدفع المتزامن لرخاء أبناء الشعب وتقوية الدولة وازدهارها وكون الصين جميلة. في الوقت نفسه، سنرفع راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك عاليا، وننتهج السياسة الخارجية السلمية المستقلة، ونواظب على سلوك طريق التنمية السلمية، وندفع بناء نوع جديد من العلاقات الدولية وإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والتنمية العالية الجودة للتعاون في بناء "الحزام والطريق"، بما يوفر فرصا جديدة للعالم من خلال 
التنمية الجديدة للصين.
إن الصين والعراق صديقان حميمان وشريكان عزيزان. على مدى 63 عاما مرت على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ظلا يتبادلان الفهم والثقة والدعم لبعضهما البعض. في عام 2015، أقيمت علاقات الشراكة الستراتيجية بين البلدين، الأمر الذي سجل فصلا جديدا لتنمية العلاقات الثنائية. كما شهدت السنوات الأخيرة تعميقا متزايدا للثقة السياسية المتبادلة بين البلدين وإنجازات مثمرة للتعاون في بناء "الحزام والطريق"، خصوصا أصبح التعاون في مجال الطاقة محورا رئيسيا للتعاون الثنائي، وعاد بالخير الملموس على شعبيهما، وذلك نتيجة للدرجة العالية من التكامل الاقتصادي بينهما. وفي الوقت الراهن، وأحرز اتفاق النفط مقابل الإعمار تقدما إيجابيا، وتتقدم الدفعة الأولى من المشاريع بما فيها مشروع مطار الناصرية بشكل متزن، ونجحت كل من الوحدة الأولى لمشروع محطة كهرباء صلاح الدين الحرارية والوحدة الأولى لمشروع محطة كهرباء الرميلة الحرارية في الربط بالشبكة الكهربائية الوطنية، وفازت شركة صينية بعقد بناء مصفاة الفاو النفطية، الأمر الذي ساهم في تحسين معيشة الشعب العراقي، وساعد العراق على إعادة الإعمار بعد الحرب.
إن التعاون في مجال مكافحة الجائحة نقطة ساطعة للتعاون الثنائي، إذ إنه في وجه الجائحة، يتساند ويتآزر البلدان والشعبان للتغلب على الصعوبات الحالية. بعد تفشي الجائحة داخل العراق، كانت الصين سباقة في إرسال فريق الخبراء إليه، وسباقة في تقديم كمية هائلة من المستلزمات والأجهزة الطبية إليه، وسباقة في توفير مساعدات اللقاح إليه. وفي الوقت الحالي، ستصل الدفعة الثالثة من مساعدات اللقاح بواقع نصف مليون جرعة من الصين إلى العراق عما قريب. كما تعمل الصين بشكل حثيث على مساعدة الحكومة العراقية على شراء دفعة جديدة من اللقاح. إضافة إلى التعاون في مجال مكافحة الجائحة، أحرز التعاون الثقافي بين البلدين نتائج مثمرة، إذ سيتم بناء المكتبة الصينية في جامعة بغداد قريبا، ويبقى الجانبان على التواصل حول إتاحة تدريس اللغة الصينية في العراق، وحصل عشرات الشباب العراقيين على المنحة الحكومية الصينية هذا العام.
تضرب الصداقة بين الصين والعراق بصفتهما من الدول ذات الحضارة العريقة، بجذورها في أعماق التاريخ، ويمثل ازدهار الدولة وقوتها والحياة السعيدة أمنية مشتركة للشعبين. سنعمل بكل ثبات على تطوير التضامن والصداقة بين الشعبين الصيني والعراقي، وتعميق الثقة السياسية المتبادلة مع الجانب العراقي، وتعزيز التعاون المتبادل المنفعة في مجالات مكافحة الجائحة والطاقة والبنية التحتية، وتوسيع التواصل الشعبي والثقافي، بما يدفع بالعلاقات الصينية العراقية لتحقيق تقدم جديد ومستمر.
 
* السفير الصيني لدى العراق