العناد وحدهُ لايكفي إنه دلتا

آراء 2021/08/07
...

 علي الخفاجي
 
انتشار فيروس كورونا وأثـرهُ في المواطن صحياً واقتصادياً؛ سؤال طرح في أحد مواقع التواصل الاجتماعـي بداية دخول هذا الفيروس الى العراق، فانقسمت الآراء كما العادة في هذا العالم الافتراضي، فمنهم من علق وطالب من وزارة الصحة بزيادة التوعية الصحية من خلال نشـر فرق جوالة لتثقيف المواطنين على مخاطر فيروس كورونا وماسيؤديه إذا ما انتشر على نطاقٍ واسع، ومنهم من طالب بجعل الحياة كما هي والاعتماد على مناعة الشخص، لكي لاتؤثر الإجراءات الصحية المشددة في قوت المواطن، ومنهم من تهاون بهذا الفيروس وأدعـى بأنه كذبة ولا يصيب العراقيين، لأن ما يوجد في الأجواء العراقية من تلوث أكثر خطورة من هذا الفيروس، جميعنا سمع بمثل هذه الآراء، إن لم يسمعها في الواقع فقد سمعها او قرأ عنها من خلال الواقع الافتراضي.
إحذرو فالقادم أخطر، بهذا النداء أطلقت وزارة الصحة تحذيراً مهماً للمواطنين، وذلك بعد تسجيل أعلى معدل إصابات بفيروس كورونا منذ تفشي الجائحة، وقالت الوزارة في بيان لها، إن العراق يمر الآن في موجة وبائية ثالثة تعد الأخطر من كل سابقاتها، وتسمى متحور دلتا وبالإمكان دخول موجة رابعة وخامسة، إذا لم يتم تدارك الموضوع بشيء من المسؤولية وتعاون من المواطنين، وإن نسبة الحالات الحرجة والصعبة هي الأكثر، وكما شددت الوزارة على ضرورة الالتزام بأساسيات الوقاية المتمثلة بلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وتلقي اللقاحات. 
وبين مشكك للنسب المعلنة من قبل الوزارة ومؤيداً لها، وخلال الاسابيع القليلة الماضية اقتنع الشارع العراقي بأن أعداد الاصابات قلت وبشكل كبير وإن نسب الشفاء ازدادت وبشكلِ ملحوظ، ما جعل كثيرا من الناس يتهاون بموضوع إجـراءات السلامة وعدم لبس الكمامة وعدم أخذ الاحتياطات اللازمة، رغم مناداة المؤسسات الصحية بأن هذا التراجع لايعني إن الوباء قد انتهـى وعلى الجميع الإلتزام بالاجراءات الوقائية، كي لاتزداد أعـداد الاصابات مستقبلاً، خصوصاً أن الفيروس بدأ بتطوير قدراته واكتشاف أنـواع جديدة منه، ها هي اليوم صدقت توقعات المؤسسات الصحية وزادت أعداد الإصابات وحسب المعطيات فان النسبة مرشحة للزيادة.
الجميع أشاد بموقف الجيش الأبيض الذي ومنذ اليوم الأول لتفشي هذا الفيروس الى يومنا هذا وهم يقاتلون، من أجل انقاذ مزيد من الأرواح ولم يدخروا جهداً لمنع زيادة أعداد الاصابات من خلال الحملات التوعوية، اليوم ومن أجل من نحب، ومن اجل التضحيات الجسام التي قدمها ابطال الجيش الأبيض، ومن أجل أن نوقف فرعاً من أفرع الموت الذي تعددت اساليبه ووسائله، علينا أن نكف عن العناد الفاضي وأن نلتزم قدر الإمكان بالإرشادات والتعليمات الصادرة عن المؤسسات الصحية وأن نكون سبباً لوقف انتشار هذا الفيروس.