بغداد: اسرة ومجتمع
من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته هي مرحلة المراهقة، وهي من المراحل الانتقالية للإنسان من الطفولة والبراءة الى الرشد والبلوغ، فيصبح الشخص بمرحلتين في آن واحد، وأحيانا يتصرف كأنه طفل لا يفقه شيئاً ولا يرغب بأن يشعر بكونه بالغاً وكأنه يخاف من فقدان الدلال الذي كان يشعر به عند أسرته، ويخاف الخوض في مرحلة البلوغ، وأحيانا يشعر وكأنه شخص بالغ وقادر على اتخاذ القرارات وخوض التجارب من دون النظر لمدى نتائج هذه التجارب التي يخوضها في حياته ما يؤدي الى بداية المشكلات النفسية التي يشعر بها الشخص حينها، لذا دائما تعاني الأسر العديد من التداعيات مع أطفالهم في هذه الفترة، سواء من الناحية النفسية أو الجسدية.
تحليل نفسي
تكمن خطورة مرحلة المراهقة في اختلاف تفكير وسلوك الفرد فيها، فيصبح بحاجة للتفهم والتعلم والتربية، فاحتياجات الطفل الصغير تختلف عن احتياجات المراهق وهذا يجعله يشعر بأنه أصبح شخصاً ناضجاً، ما يفضي الى الوقوع بالعديد من المشكلات نتيجة لهذه المرحلة الانتقالية المفاجئة له، فيبدأ الشعور بحاجته للانعزال عمن حوله وخصوصا عند بدأ التغيرات الهرمونية بالظهور عليه، فالفتيات يبدأن بالخجل ويعرضن عن تناول الطعام خوفا من السمنة وظهور علامات البلوغ عليهن كفتيات، فهنا يكمن دور الأسرة في تفهم هذه التغيرات الهرمونية والنفسية والجسدية، كما يجب على الأسرة أن تقوم بتهيئة المراهق جسدياً ونفسياً ودينياً، لأنه يكون بأمس الحاجة للعلم بالعديد من المعلومات التي كان يجهلها في مرحلة الطفولة، وعندها تتمكن الأسرة من التقرب للمراهق وذلك لتوخي العديد من المشكلات النفسية التي من الممكن أن يقوم بها نظرا لجهله بالعديد من المواضيع الدينية والجسدية والأخلاقية وغيرها، كما تحدثنا سابقاً تعتمد عملية تخطي مرحلة المراهقة على الأسرة فهي الأساس في تنشئة وتنمية الفرد، فهو يحتاج للعديد من النصائح والمعلومات، علما بأنه يرفض قبول النصائح بشكل مباشر فهو يعدها نوعا من الاستخفاف بشخصيته التي ابتدأ في اعتبارها شخصية أساسية، اذ يعتقد بأنه أصبح بالغاً عاقلاً، فهذا يتطلب من الأسرة أن تتوخى الحذر عندما تبدأ بالتعامل معه، كما ان محاولة اشغال وقت هذا المراهق بالأنشطة الاجتماعية والرياضية تساعده في التغلب على هذه المرحلة الانتقالية من عمره، فتمر من دون أن يشعر بها أحيانا.
خصوصية وثقة
على الام أن تكون صديقة لأبنائها حتى تتمكن من دخول حياتهم الخاصة ومعرفة التفاصيل الصغيرة التي تخصهم لعلاج أي مشكلة تحدث لهم.
وعليها ايضا اشعارهم بقيمتهم داخل الأسرة، كما ان الحرص على ترسيخ القيم الدينية والعادات والتقاليد المجتمعية لديهم، يعد من الامور المهمة، ومنحهم بعض الخصوصية يجعلهم يشعرون بالثقة والقدرة على تحقيق احلامهم.