الإعلام الجديد والدعاية الانتخابيَّة النظيفة

آراء 2021/08/07
...

   قحطان الزيادي 

أدى التطور التكنولوجي في مجال الإعلام والاتصال الى فرض اسلوب تقني حديث في مجمل العملية الاتصالية، خاصة بعد ظهور الاعلام الجديد والطفرة النوعية في تكنولوجيا المعلومات، ما اضفى تكتيكات حديثة في مجال التسويق والاعلان، خاصة في الانتخابات هي الفترة التي تنشط بها وسائل الاعلام ويزداد حضور المرشحين وتتضاعف فيها اتصالاتهم بناخبيهم وانصارهم،
 ولو اردنا اجراء مقارنة بين التسويق والدعاية قبل 10 سنوات واليوم نلاحظ فرقا كبيرا بينهما، وذلك بعد كثرة انتشار واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبامكان الكل المشاركة وتلقي المعلومات ومشاهدتها حول العالم، اضافة الى ابداء الرأي والتعليق حول الموضوعات المنشورة، ما يهمنا اليوم ونحن على ابواب انتخابات تشريعية في العراق، هو اهمية تنظيم دور وسائل الاعلام الجديد في التسويق والدعاية الانتخابية النظيفة بعيداً عن خطاب الكراهية والشائعات وتوظيف هذا التطور التكنولوجي في مجال الدعاية النظيفة ومواكبة العالم الحديث ،اذ نشاهد على جدران الاماكن العامة بعض ملصقات الانتخابات الماضية وما يرافق الدعاية الانتخابية من تشويه للمعالم والاماكن، مخالفاً للقانون والذوق العام. وما يرافقها من حالات التشويه البصري، التي تعم المدن وحتى الطرق الخارجية جراء الحملات الانتخابية التقليدية، وتعمل الدعاية الانتخابية العشوائية التي تعودنا عليها على مدى الدورات السابقة على إعاقة حركة مرور المشاة والسيارات والإشارات الضوئية، والتي تسببت في حوادث عديدة، كذلك الممارسات الدعائية غير الناضجة هي للأسف الطابع العام للحملات التي شهدتها الدورات السابقة، وتتمثل في الأجواء التي تجرى بها هذه الانتخابات، اذ نرى ان يستخدم المرشحون في دعايتهم الانتخابية الطرق الحديثة مثل الاعلان الضوئي، وشاشات العرض العملاقة، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في التعريف عن المرشح وبرنامجه الانتخابي، و اجراء المناظرة بين المرشحين كما في الدول المتطورة وعرضها عبر التلفاز، واللجوء الى وسائل الاقناع الواقعية للجمهور، هذهِ الطرق نرى انها تواكب التطور حول العالم حتى نحصل على دعاية انتخابية نظيفة بعيداً عن الجيوش الالكترونية، التي تنشط بشكل واضح في فترة الانتخابات من اجل التشويش على الجمهور وتسقيط المقابل وخلق حالة ارباك وعدم وضوح لدى المتلقين، كذلك الابتعاد عن الطرق غير المنطقية في محاولة كسب ود الناخب كتوزيع سلات غذائية او مفروشات او اي شيء اخر، بعيداً عن الواقع والطرق المشروعة في التأثير في قناعة الناخب، اضافة الى التكلفة المادية القليلة مقارنة بالطرق الدعائية التقليدية عند استخدام الطرق التكنولوجية الحديثة، في ظل ما يمر به العالم اليوم والعراق بالتحديد من جائحة كورونا، وان المؤتمرات الشعبية والفعاليات قد تسبب ضرراً للمواطنين. وان استخدام وسائل التواصل {تويتر} و{انستغرام} و{سناب شات} و {فيسبوك} لا تعرض المرشح ولا الناخبين لخطر الاصابة بفيروس كورونا. ونطمح ان نرى الدعاية الانتخابية للمرشحين نظيفة تقوم على خطاب سياسي واعٍ لكل مرشح، دعاية يتبارى فيها الجميع من أجل المستقبل، وتنفيذ برامجهم الاصلاحية، التي يوعدون بها وتغيير الواقع نحو الافضل.