مراجعات ذهنية على أعتاب الانتخابات المقبلة

آراء 2021/08/08
...

 قاسم موزان
ستجرى في العاشر من شهر تشرين الاول المقبل من هذ العام الانتخابات التشريعية، التي ستشكل مرحلة مفصلية في تاريخ العراق، لكونها جاءت استجابة لحركة الاحتجاجات السابقة في العام 2019 المطالبة بانتخابات مبكرة حرة ونزيهة تلبي الاحتياجات الاساسية للمواطنين.
واحداث تغييرات في هيكلية الحكومة من حيث الوظائف من دون استحقاق واهمال تشغيل الايدي العاملة العاطلة وتراجع التعليم وغيرها، وعقب تفشي الفساد المالي في مفاصل الدولة تشكلت ملامح دولة موازية للاصل، بعقد الصفقات المشبوهة والتعاملات المريبة، انتجت في ما بعد الخراب على  المستويات كافة وتنامي الشجب الشعبي المكبوت ثم الى الاعلان الصريح، لاشك أن ثمة وعيا انتخابيا ناضجا قد تأسس بتراتبية تصاعدية ملموسة لدى المواطن العراقي في اختيار نائب حقيقي، يكون ممثلا له وللشعب مشهودا بكفاءته وحسن ادائه وثقافته وقوة حضوره داخل مجلس النواب في وضع حلول جذرية للمشكلات، التي يعاني منها الفرد ومنها على وجه الخصوص تردي الخدمات الاساسية المقدمة للجمهور، لكن انشغال بعض النواب بتبادل الاتهامات بشان تأخر انجاز المشاريع وامتصاص النقمة الشعبية والوقوف، وهذا ما افرزته سلسلة تجارب انتخابية سابقة بعد العام 2003 وجاءت بعضها نسخا طبق الاصل من دورات نيابية سابقة، التي لم ترتق الى مستوى الطموح في التغيير داخل البنية المجتمعية المتخمة باسباب التراجع الثقافي والمعرفي والخدماتي، الذي يعود بعضها الى عهد النظام السابق، ما جعل الانسان العراقي داخل منظومة مغلقة وعوامل نفسية ضاغطة على الذات، وهذا لا يعني بأي حال من الاحوال تبرئة النواب من المسؤولية الوطنية والاخلاقية والاخلال في مهامهم وليس الدفاع عن اخطائهم بلغة سردية مملة، ماعادت مقنعة واساليب غامضة للكشف عن مكامن بؤر الضرر المستفحلة داخل جسد الدولة العراقية، واولها الفساد المالي، الذي نخر ميزانيتها الضخمة بأيد ملوثة على نحو غير مسبوق، وقد ترتب على ذلك انحسار واختفاء شبه كلي لمشاريع البناء والتطور، فضلا عن بروز ظاهرة فوضى استخدام السلاح المنفلت. أفرغ هؤلاء مفهوم الديمقراطية من محتواها والتوجه صوب الفوضى العارمةز وأزعم ان العوامل التي ذكرتها بتراكماتها الكمية قد اسهمت في تغيير نوعي مع تنامي الوعي المتصاعد في الاختيار الصائب المبني على اساس قناعة الناخب بالمرشح وبرنامجه الانتخابي، الذي يفترض ان يتضمن معالجات جذرية للمعضلات السابقة والآنية، من دون تبريرات واهية.
 الناخب الحالي بتجدد ادراكه ونضوج فكره قد اكسبته التجارب النيابية السابقة دراية كبيرة في اختيار المرشح، من دون تأثيرات جانبية تؤثر في قناعته في الاختيار الصحيح ولن يقبل بمجلس نواب يهمل المطالبات المشروعة لتظاهرات ساحة التحرير وحركات الاحتجاجات في المحافظات العراقية الأخرى.