الكتب الفجة !

الصفحة الاخيرة 2021/08/08
...

حسب الله يحيى 
 
بدلاً من البحث عن كتب نوعية ومؤلفات نيرة وأفكار متقدمة ومعرفة خلاقة؛ نفاجأ يومياً بكتب يتم الاتفاق فيها بين الكاتب و(المؤلفين) لمحتواها، إن الاول يجمع كل المقالات التي كتبها الاصدقاء والخلان عنهم لضرورات اخوانية مطلوبة، واضافة الصيغ الحياتية مع تضخيم الذات وانجاز ما لم ينجزه الاوائل من البشر ولا ما جاء به اقرانهم، ليصدر كتاب من تأليف فلان الفلاني عن العبقري فلان الفلاني وبعنوانات مثيرة لكنها تشي بطبيعة اصحاب هذه الكتب وان (مؤلفيها) قد رصدوا كل شاردة وواردة وخرجوا بهذا النتاج البحثي والنقدي (المهم)!.
في وقت كان فيه (المؤلف) قد قبض المقسوم المالي والمتفق عليه والمتعلق بتكاليف الطبع والجهد (التأليفي والمعرفي والنقدي) الذي قدمه (مؤلف) كتاب تجميعي لم يتم انجازه الا تحت ضغوط الحاجة المالية او استسهال التأليف او التباهي بمنجز لا يضر ولا ينفع. 
إن هذه الظاهرة التي باتت تتسع في الاوساط الثقافية والفنية لا تنم عن وعي حقيقي ولا موقف وطني وانساني مسؤول في نقل الذات التي تباهي ذاتها من دون النظر الى المنجز وومضاته العلمية والمعرفية والنقدية التي يحتاج اليها كل صاحب منجز ثقافي وابداعي، وذلك لأن الامور لا تستوي ولا تستقيم ولا تتطور الا بالنقد الموضوعي البناء والدراسة العلمية المعمقة، ذلك ان الافكار تسهم مساهمة خلاقة في تغيير الواقع الاجتماعي عن طريق الوعي بالاشياء المحيطة بنا، اما جمع الموضوعات على النحو الذي يشيد بمنجز غائب اصلا فإن مآله النسيان ومن ثم تصبح مثل تلك الكتب كتبا فجة لا تفلح في اعمام الفائدة لا للكاتب ولا (للمؤلف) 
الدعي.