لقاحات كورونا تنتصر على الادعاءات والمزاعم

ريبورتاج 2021/08/08
...

   فجر محمد
 
فايزر
لم تعتمد دول العالم على لقاح واحد فقط، بل كانت هناك مجموعة من اللقاحات، ومن أبرزها فايزر الذي لم يعتمد عليه من قبل منظمة الغذاء والدواء الاميركية، الا عندما اصبحت الحاجة ملحة له، اذ منحت الصلاحية لتلقيح من هم اكبر من 12عاما، ولم تتم المصادقة عليه الا بعد ستة اشهر من البحث والتقصي الذي قامت به الشركة المصنعة، وتم التطعيم بهذا اللقاح في عدة دول من العالم.
 
شعبية كبيرة
وفي شهر نيسان من هذا العام حصل العراق بحسب الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور سيف البدر وضمن الوجبة الاولى من اللقاح على ما يصل الى 50 الف جرعة من اصل 3 ملايين جرعة، ووفقا للوزارة فان التفاوض يجري اليوم لتوريد كميات اكبر.
ويحظى فايزر بشعبية كبيرة بين الملقحين، فهناك العديد من الدراسات، التي أكدت أن نسبة التطعيم بلقاح فايزر ضد فيروس كورونا وحماية الملقح من المرض قد تصلان الى ما يقارب الـ 93 بالمئة، ما يعطي من تلقى اللقاح نسبة كبيرة من الحماية، ولكن العلماء يؤكدون فعالية جميع اللقاحات من دون استثناء.
 
استرازينيكا
انتج هذا اللقاح بعد مشاركة كل من السويد وبريطانيا في البحوث والدراسات لحين استخراجه، وبحسب التجارب التي اجريت على المنتج، فان استرازينيكا أثبت فعالية كبيرة في عدم وصول المطعمين المصابين الى الخطر، او دخولهم الى ردهات العناية المركزة، وعلى الرغم من ظهور بعض الحالات التي اصيبت بتجلطات دموية وفقا للمصادر والدراسات العلمية عند تلقي هذا اللقاح، فان العلماء سرعان ما اكتشفوا طريقة لعلاج هذه الحالة ومن المؤمل أن يجرى اتباعها مستقبلا مع من تظهر عليهم آثار تجلطات دماغية.
 
سينوفارم
هو أحد اللقاحات الذي قامت بتصنيعه مجموعة الصين الوطنية للصناعات الدوائية، وبعد اجراء الدراسات والتجارب على هذا اللقاح أثبتت فعاليته الكبيرة بنسبة تصل الى 79 بالمئة، كما تؤكد مجموعة من الاستشاريين واثبتت مأمونية اللقاح، وهو فيروس معطل الا انه اثبت فعاليته الكبيرة، وحصل العراق على ما يقارب 56 الف جرعة من هذا اللقاح، ومن المنتظر أن تصل شحنات جديدة منه الى البلاد في الايام المقبلة.
 
تنافس محموم
من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت، سيجد وبسهولة أن هناك تنافسا محموما بين شركات اللقاح، من اجل ايصال منتجاتها الى دول العالم المختلفة، اذ عملت الحكومات على الحجز المسبق للقاحات من اجل ضمان حصولها على كميات كبيرة تكفي مواطنيها، وبحسب المصادر والتقارير المنشورة فان هناك اكثر من 9 مليارات جرعة حجزت مسبقا من قبل العديد من دول العالم المتقدمة، اما الدول منخفضة الدخل فقد اعتمدت على مبادرة كوفاكس.
 
اقبال كبير
مدير دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور رياض الحلفي اشار الى ان منافذ التلقيح شهدت مؤخرا اقبالا منقطع النظير، بعد أن اصبح هناك وعي بخطورة المرض وتحوراته المستمرة، ومعدل التزاحم على المراكز لأخذ اللقاح لا يتناسب مع الكميات المتوفرة من اللقاحات في الوقت الحاضر، ولكن على ما يبدو ستشهد الايام والاشهر المقبلة بحسب الحلفي وصول ملايين الجرعات المتعاقد عليها مسبقا، اذ لم تجهز البلاد سوى بـ (5 بالمئة) من الكميات المتفق عليها مع الشركات المنتجة للقاحات، وبانتظار الكميات الاخرى المحجوزة.
 
ارتداء الكمامة
تشير الدراسات العلمية الى أنك اذا ما التزمت بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي فمن الممكن ان تصل حمايتك من الاصابة الى نسبة 90 بالمئة، وهذا ما حثَّ عليه مدير دائرة الصحة العامة في الوزارة الدكتور رياض الحلفي، فهو يؤكد أن الكمامة بمثابة وسيلة حماية كبيرة جدا لمن يرتديها، كذلك الملقحون الذين لا بد لهم أيضا أن يلتزموا بارتدائها، حفاظا على سلامتهم. ان اللقاح وفقا للمصادر العلمية لا يحمي من الاصابة، ولكنه يخفف من وطأتها على المصاب.
 
ايقاف التحورات
لم تكن اصوات ونداءات العلماء والباحثين التي اطلقوها من اجل توعية المواطنين باللقاحات سوى صافرة انذار، فقد شهدت الأشهر الماضية وما زالت سلسلة من التحورات، التي اصبح يجريها فيروس كورونا بهدف مقاومة الادوية والتطعيم، خصوصا بعد ظهور أحد الانواع الشرسة وهي دلتا.
 
حالات حرجة
لم يعد هناك حل سحري بالقضاء على فيروس كورونا وفقا لمنظمة الصحة العالمية، سوى بالحصول على اللقاح، وهذا قد يمنع الانتشار السريع للعدوى وبحسب مدير تعزيز الصحة في وزارة الصحة الدكتور هيثم العبيدي، فإن سلالة دلتا التي ظهرت بالفترة الاخيرة اصابت الفئات الشبابية والصغيرة، ولكن تلقي اللقاح بمقدوره أن يمنع الحالات الحرجة او الدخول للمستشفيات.
 
كوفاكس
ويوضح مدير دائرة الصحة العامة الدكتور رياض الحلفي أنه في بداية الامر تعاقدت الوزارة مع كوفاكس من اجل توريد مايقارب الـ 16 مليون جرعة من اللقاحات، وما وصل اليوم هو مليون فقط وذلك نتيجة التزاحم من قبل الدول المختلفة للحصول على اللقاح، مبينا أن الاشهر المقبلة وبالتحديد الثلث الاخير من العام سيشهد وصول كميات كبيرة تكفي جميع المواطنين.
 
وسيلة أمان
كان ترددها وقلقها في بداية الامر بمثابة العائق الحقيقي لتخطو انوارعلي وتتجه الى احد منافذ التلقيح الموجودة بالقرب من محل سكناهم. انوار بدت متوترة في بادئ الامر وعزت ذلك الى وجود العديد من الشائعات، التي وصلت الى اسماع الناس عن مخاطر اللقاحات المحتملة، ولكنها تجاوزت الخوف وتلقت جرعتها الاولى وهي بانتظار الثانية، ولم تكن انوار وحدها من تعيش هذا الموقف، فهناك حسين كاظم ذو الـ 24 عاما الذي كان هو الاخر قلقا من اللقاح، لكنه تجاوز الامر وتلقى التطعيم ليحافظ على سلامته وأسرته.
 
ثقة كبيرة
لم تكن لدى رهف كرم ادنى شك بفعالية اللقاحات منذ اليوم الاول الذي انتشرت فيه اخبار اللقاحات، وبدأت دول العالم المتقدمة بسباق محموم داخل مختبراتها وجامعاتها، من اجل ايجاد علاج لهذا المرض الفتاك. وتقول رهف بنبرة صوت واثقة {كنت اراقب وباهتمام بالغ البحوث والدراسات التي طرحت واثمرت عن لقاحات شديدة الفعالية، وهذا ما شجعني على التطعيم منذ الايام الاولى لوصوله، وبالفعل قمنا بهذه الخطوة المهمة انا وأسرتي وحصلنا على اللقاح}.
 
اختبارات صارمة
جرت موجة من التشكيك بمأمونية اللقاح وسلامته، ولكن منظمة الصحة العالمية وعبر موقعها الرسمي على شبكة الانترنت، أكدت مأمونيته وخضوعه لاختبارات صارمة قبل البدء بانتاجه، ولم تكن هذه اللقاحات سوى ثمرة تعاون علمي غير مسبوق بين مختلف الدول وعلمائها، من اجل مواجهة جائحة كورونا وماسببته من مشكلات لا تعد ولا تحصى.
 
التباعد الاجتماعي
اصبح هذا المصطلح هو الرائج منذ ظهور كوفيد-  19، لأن العلماء اكتشفوا بالتجربة ان الفيروس بمقدوره الانتقال بسرعة اثناء الزحام، فضلا عن قيامه بالتحور اسبوعيا، ولهذا ما زالت العديد من دول العالم تفرض اجراءات صارمة، من اجل حفظ التباعد الاجتماعي، على الرغم من زيادة نسبة الملقحين كل يوم في مختلف الدول.