دولة وعَلَم

الصفحة الاخيرة 2021/08/08
...

عبد الهادي مهودر
تعددت في دولتنا الأعلام والرايات وصارت لكل جهة وفرد فرصة أن يرفع علمه الخاص بجانب العلم الرسمي او من دونه، أعلام الاحزاب والمنظمات وأعلام الاقاليم القائمة والحالمة وأعلام الوزارات والشركات وأعلام الاندية والعشائر، ومع كل هذه الأعلام فعلم الدولة الرسمي ما زال مؤقتا بينما الاعلام الفرعية دائمة ولم يولد بعد (قانون العلم العراقي)، بسبب الخلافات والى أن تستقر هذه الدولة ويترسخ خطها السياسي وفلسفتها الاقتصادية ونفهم الى أين نحن ذاهبون وعلى أي نهج وأي نظام وأي لون سيناسب بشرتنا الوطنية، وتعرف دول الجوار العربي وغير العربي أن العراق بلد متعدد الرايات، ولا نعرف لهذه الدول غير علمٍ واحد ولذلك لا نخطئ فقد سهّلوا الامر علينا وصعّبناه على أنفسنا، ولم نعد نميز  بين العمل المقصود والخطأ البروتوكولي حتى يصدر بيان الاعتذار من وزارات الخارجية عن حصول خطأ بروتوكولي، مع تأكيد خارجيات الدول الشقيقة والصديقة على أنها مع وحدة العراق وسيادته وعلمه الرسمي المعتمد، وقد تكرر الخطأ مرارا وقد يحدث مستقبلا، بل ان بعض الدول تخطئ باعتماد العلم السابق وترسل التهاني بمناسبة (17 تموز)، لأننا بلا عيد وطني في دولة عمرها سبعة آلاف سنة، وبلا علم دائم في دولة مرت على أرضها أعلام ورايات جميع الامبراطوريات والعابرين والفاتحين والمغامرين والمحتلين، وولدت على ارضها الأعلام والرايات والمدارس الفكرية، وبلا نشيد وطني دائم ايضا في بلد الشعر والشعراء والاناشيد والمهاويل، نشيدنا الرسمي (موطني) هو الآخر مؤقت ومستورد من الشقيقة فلسطين، للشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان والملحن اللبناني محمد فليفل، إلى أن تتمكن الملاكات العراقية من صناعة نشيد وطني خالص، كعهدنا في ندرة المنتج المحلي وغزارة المستورد الذي وصل الى حد استيراد قيمر العرب واعشاب طب العرب والعقال العربي والاجبان والالبان والبطيخ والخوخ الزردالي ومعجون الطماطم ودبس الرمان، حدث ذلك في عمّان وطهران الجارتين ولا ضمان لعدم تكراره في عواصم اخرى، الى خارجيتنا العزيزة: جنبوهم مشقّة اصدار بيانات الاعتذار برسائل تأكيد واتصالات متكررة الى جميع دول العالم، تحمل اسم الدولة وشكل والوان ووصف دقيق لعَلمها الذي فيه يخطئون، مع التقدير.