إيران تهدد: لدينا خيارات أخرى نأمل أن لا نجبر على استخدامها

قضايا عربية ودولية 2019/02/23
...

طهران / وكالات 
 
تتواصل التحديات بين واشنطن وطهران بشأن السياسة الايرانية في مجال القوة، وسط تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على سلمية ملف ايران النووي ، في وقت اكد فيه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، إن طهران لديها العديد من الخيارات لوقف تدفق النفط إذا اقتضت الحاجة، غير إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة البحرية، من دون الإفصاح عن شكل هذه الخيارات.
 
وأكد شمخاني، في حوار مع وكالة «تسنيم» الإيرانية، إن «وقف صادرات النفط لايساوي بالضرورة غلق مضيق هرمز فهناك طرق عديدة لتحقيق ذلك نأمل بأن لانجبر لاستخدامها». وقال إن «طهران اتخذت إجراءات ونفذتها عمليا لإبطال مفعول العقوبات الأميركية غير القانونية على الصادرات النفطية الإيرانية». 
وأضاف أن «الضغوط الأمريكية لن تزعزع إرادة إيران، مشيرا إلى  أنه بالرغم من أن القدرات العسكرية والطاقات الواسعة لإيران باتت واضحة للمراقبين المتخصين ولاحاجة لتوضيحها وتكرارها لكن وقف صادرات النفط لايساوي بالضرورة غلق مضيق هرمز هناك طرق عديدة لتحقيق ذلك نأمل بأن لانجبر لاستخدامها».
 
قرارات ايرانية
بدوره قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، إن قرارات إيران حول خطة العمل المشترك الشاملة (الاتفاق النووي) محسوبة، وإنها لا تأتي وليدة اللحظة، وعلى أساس العواطف.
وعلى هامش معرض رواد الصناعة والتكنولوجيا بطهران، رد صالحي على سؤال حول تلكؤ أوروبا في تنفيد تعهداتها إزاء الاتفاق النووي، وإمكانية خروج إيران عنه، قائلا: إنه وكما بين الرئيس الايراني بشفافية كاملة، إننا نرصد الإجراءات التي يقوم بها الطرف الآخر، لكي نتخذ قرارات محسوبة بعيدة عن الأحاسيس. وذلك بحسب وكالة «إرنا».
وأضاف صالحي: لو توصلت ايران إلى نتيجة مفادها أن بقاءنا في الاتفاق النووي لا يجدي نفعا، فستصدر أوامر لازمة في هذا المجال، وقراراتنا لا تأتي وليدة اللحظة، بل نتخذها على أساس الحقائق الموجودة علي أرض الواقع ورصد أحدث التطورات بشكل دقيق».
وأكد صالحي أن الطرف الآخر لا يريد أن تتجه الظروف نحو الطريق المسدود كما أن إيران تتخذ قراراتها حسب ما تملي عليها مصالحها الوطنية.   
 
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
في الوقت نفسه أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران لا تزال ملتزمة بالاتفاق بشأن برنامجها النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015.
وأشارت الوكالة الدولية في تقريرها الخاص بالأشهر الثلاثة الأخيرة، إلى أن إيران لا تزال ملتزمة بالمستوى المسموح به بموجب الاتفاق لتخصيب اليورانيوم، ولم تزد كمية اليورانيوم المخصب المتوفرة لديها.
وأضافت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها قامت بتفقد كافة المواقع الإيرانية التي كان من الضروري تفتيشها. 
يذكر أن إيران والسداسية الدولية توصلتا عام 2015 إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي، يلزم إيران بالحد من نشاطها النووي مقابل رفع العقوبات عنها. لكن الولايات المتحدة أعلنت في آيار الماضي عن انسحابها من الاتفاق مع إيران وأعادت فرض العقوبات عليها، على الرغم من أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت التزام طهران بالاتفاق أكثر من مرة منذ دخوله حيز التنفيذ.  
من جانب آخر أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، عزم روسيا على مواصلة التعاون مع إيران في مجال الطاقة النووية السلمية، رغم الضغوطات التي تتعرض لها من قبل الولايات المتحدة.
وجاء تصريح المتحدثة باسم الخارجية الروسية خلال موجز صحفي أسبوعي جرى امس.
وانتقدت المتحدثة محاولات الضغط على الشركات الروسية من قبل مؤسسات أميركية تنشط ضد برنامج إيران النووي، مشيرة إلى أن القوانين الأميركية غير قابلة للتطبيق على الأراضي الروسية.
 
تحديات داخلية
من جانب آخر من السياسة الاميركية التي تواجه تحديات داخلية وخارجية جمة أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيستخدم الفيتو الرئاسي لإبطال مشروع قانون بعدم موافقة الكونغرس على إعلانه حالة الطوارئ لتمويل بناء جدار حدودي مع المكسيك.
ومن المقرر ان يعرض مشروع القانون للتصويت في مجلس النواب يوم بعد غد الثلاثاء.
وأكد مسؤولون في البيت الابيض أنهم واثقون من عدم قدرة الديمقراطيين على الحصول على ثلثي أصوات مجلسي الكونغرس الضرورية لتخطي الفيتو الرئاسي.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي أعلنت أن المجلس سيصوت الثلاثاء على قرار يهدف لإيقاف إعلان الرئيس دونالد ترامب عن وجود حالة طوارئ وطنية لبناء جدار على الحدود مع المكسيك.
بيلوسي قالت إنها تعتقد أن القرار سيمر بسهولة داخل مجلس النواب لكن القرار قد يواجه صعوبة أكبر في مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الجمهورية.
من جهته، أكد يوكين كاسترو النائب الديمقراطي من ولاية تكساس الذي قام بتقديم مشروع القرار أن «ما يحاول الرئيس أن يقوم به هو انتزاع للصلاحيات الدستورية المخولة للكونغرس».
يذكر أن الدستور الأميركي يعطي للكونغرس الحق في كيفية وآلية توزيع وإنفاق أموال دافعي الضرائب إلا أن الرئيس يستطيع أن يستخدم حق النقض ضد تلك الآلية.
ويتوقع الديمقراطيون تمرير المشروع في مجلس النواب، حيث يشكلون الأغلبية. ويسعى كاسترو لحشد الدعم لمشروعه من بين الجمهوريين، الذين يشكلون الأغلبية في مجلس الشيوخ. 
ولكن في حال مصادقة الكونغرس على مشروع القرار سيكون بإمكان دونالد ترامب استخدام حق الفيتو ضده، وسيحتاج المشروع لثلثي الأصوات في الكونغرس لتجاوز فيتو الرئيس وإلغاء حالة الطوارئ.
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أعلن يوم 15 شباط الجاري حالة الطوارئ، ما يسمح له بإيجاد التمويل لبناء الجدار الأمني على الحدود، الأمر الذي أثار اعتراضات من قبل العديد من أعضاء الكونغرس، وخاصة من الديمقراطيين.
 
لقاء اميركي كوري شمالي
من جانب آخر من السياسة الاميركية الخارجية أعلنت فيتنام، أن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون سيزور «في الأيام المقبلة» هانوي، التي تستعد لاستضافة قمة بينه وبين الرئيس ترامب هذا الاسبوع.
وقالت هيئة «باو كوك تي» الإعلامية الناطقة باسم وزارة الخارجية الفيتنامية إن « كيم سيصل إلى هانوي في وقت متأخر من يوم غد الاثنين. 
ويفترض أن يلتقي كيم وترامب يوم الاربعاء المقبل في هانوي، في ثاني قمة بينهما تهدف إلى بحث نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.
وسيسافر الزعيم الكوري الشمالي بالقطار حتى دونغ دانغ بالقرب من الحدود مع الصين، ثم سيواصل بالسيارة طريقه إلى هانوي التي تبعد 170 كيلومترا. 
وعززت فيتنام أيضا الإجراءات الأمنية في محطة القطارات في دونغ دانغ وعلى طول الطريق المؤدية إلى هانوي.  
 
ساحات حرب جديدة
من جانب آخر تتواصل السياسة الاميركية في تغيير حكام الدول والتدخل في مسار العملية السياسية للبلدان اذ كشف وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، عن جزء من دور بلاده في الأزمة المحتدمة بفنزويلا، وحرّض في الوقت عينه مواطني كوبا ونيكاراغوا على القيام بما سماه تغييرا سياسيا في بلديهما. 
وأعرب بومبيو، الذي شغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) قبل أن يتم تعيينه وزيرا للخارجية، عن أمله في أن يكون ليس فقط شعب فنزويلا، بل ونيكاراغوا وكذلك وكوبا، قد أدركوا الحاجة إلى التغيير السياسي في بلدانهم، حسب تعبيره.
وأكد في مقابلة مع صحيفة تيليموندو الناطقة بالإسبانية، أن الولايات المتحدة بدورها مستعدة لدعم هذه التغييرات، إذا كانت شعوب هذه الدول تريدها. وزعم بومبيو قائلا:»آمل أن يفهم المواطنون في كل من هذه البلدان أن نير الاستبداد المفروض عليهم يمكن التغلب عليه، وأن فساد هذه الأنظمة يمكن التغلب عليه، وأن الموقف السيئ والظروف المعيشية الصعبة التي يجد هؤلاء الناس أنفسهم فيها اليوم ليست قدرا» حسب تعبيره.  وردا على سؤال توضيحي حول ما إذا كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب ستساعد هؤلاء الأشخاص في «الحركة نحو الديمقراطية»، أجاب بومبيو: «نعم، قامت إدارة الرئيس ترامب بهذا وستواصل القيام به، ليس فقط في فنزويلا، ولكن بالطبع أيضا في نيكاراغوا وكوبا».
في وقت سابق من هذا الأسبوع، أرسلت الولايات المتحدة عددا من الطائرات العسكرية إلى كولومبيا، زعمت وزارة الخارجية أنها محملة بمساعدات إنسانية.  لكن السلطات الفنزويلية تقول أنه يجري إعداد عمل استفزازي تحت ستار المساعدات الإنسانية.
في المقابل حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون العسكريين في فنزويلا من عرقلة حملة المساعدات الإنسانية التي تعتزم واشنطن إيصالها للبلاد، وهددهم بالملاحقة.
وغرد بولتون على حسابه في «تويتر»: «جددت كولومبيا أمس دعوة وجهتها مجموعة ليما للقوات المسلحة الفنزويلية بعدم عرقلة قنوات توصيل المساعدات الإنسانية. إن أولئك الذين يطيعون أوامر مادورو القاضية باستخدام العنف سيتحملون المسؤولية» حسب تعبيره.