الى شبابنا المهاجر

آراء 2021/08/10
...

  سها الشيخلي 
 
يشكل عدد الشباب في البلاد نسبة تلث سكانه، وهذا ما يعد مصدر قوة في كل البلدان لو تم استثمار هذا العدد بالشكل الصحيح ودمجهم في مشاريع منتجة، ولكن لغياب التخطيط وسوء الحالة الاقتصادية وتفشي كورونا، والفقر والجهل جعل الكثير من هؤلاء يفكرون جديا في الهجرة مع كونهم الورقة الرابحة التي تعتمد عليهم الدول، والحالمون منهم يفكرون في الهروب من وطنهم وهو بيتهم الآمن الذي لم يوفر لهم العيش الكريم ومنه الامان، ولسان حال بعضهم يقول ولكن اين الامان ورصاص الميلشيات تحصدنا، والفقر الذي نعيشه اصبح اكثر من ربع عدد سكان وطننا، فهو في اخر احصائية اوردها الجهاز المركزي للاحصاء تبلغ 31.7 % من عدد السكان الذي عرف على مدار التاريخ بانه الاغنى في العالم، ولكن اليوم شعبه فقير يريد الهروب من واقعه المؤلم، ويرى بعضهم عدم الجدوى في البقاء، حيث تدني المستوى الصحي والتعليمي والامني، ويقولون فلماذ اللوم وقد فقدنا كل مسببات الحياة الكريمة، حيث البطالة وسوء الخدمات وللتخلص من البطالة والفقر والعوز والفساد المستشري بالبلاد هو من ابرز اسباب هجرة الشباب الى الخارج، لذلك انتعشت مافيات وعصابات التهريب والاتجار بالبشر لمساعدة هؤلاء الشباب الناقم على حياتهم والحالمون بالفرار من الجحيم، وهم لا يعلمون ان الجحيم هو الذي ينتظرهم خارج بلدهم وما عليهم سوى ترك هذا الهوس في الهجرة. 
وليست هناك احصائية تشير الى عدد الشباب المهاجر، لكن الاحصائية تذكر انهم بعشرات الآلاف من المهاجرين واكثرهم من المغرر بهم، وخير دليل على ذلك ما حدث مؤخرا لمجموعة من الشباب، الذين خرجوا بطريقة شرعية من وطنهم الى بلاروسيا ومنها الى لتوانيا، ولكن على الحدود تم ضرب احدهم بطريقة قاسية ادت الى وفاته.
وجددت الخارجية الدعوة لكل الشباب ألا يكونوا هدفا لشبكات التهريب والاتجار بالبشر، ولكن بعض السياح يتم التغرير بهم من قبل عصابات الهجرة غير الشرعية، ويقررون الهجرة للبحث عن فرص عمل وهم لا يدركون مصيرهم. ونقلت المواقع الاخبارية مؤخرا صورا محزنة لشباب يرتجفون بردا وخوفا بعد ان احرقوا بعض ملابسهم لاتقاء المطر والبرد. ويظل الهوس في الهجرة من دون ادراك النتائج حلما يراود اكثر شبابنا، بدلا من العمل لبناء الوطن الذي ينتظرهم. اما الظروف غير الملائمة للتغير فانها لن تستمر ابد الدهر، ولا يصح الا الصحيح فيا شبابنا الوطن ينتظر سواعدكم لأنكم بناته.