سلبية رفض اللقاح

آراء 2021/08/10
...

   د . صادق كاظم 
 
في وقت تشتد فيه موجات فيروس كورونا عبر سلالات متحورة قاتلة تفاجئ العالم بين الحين والاخر، ورغم الدعوات الحكومية للمواطنين لاخذ اللقاحات المتوفرة في المراكز الطبية المختصة، نجد اراء سلبية ودعوات خطيرة تطرح، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تشكك في فاعلية وجدوى هذه اللقاحات من خلال الترويج لمعلومات مضللة وزائفة وغير صحيحة عن مضاعفات قاتلة، تتسبب بها تلك اللقاحات وحصول وفيات عديدة نتيجة لتلقي جرعات منها رغم عدم وجود ما يؤكد ذلك.
هذه الحملات الاعلامية المضخمة والمضللة ينضم اليها وللاسف بعض الاطباء من المتاجرين بازمة فيروس كورونا وقيامهم بطرح علاجات غير دقيقة وآمنة لهذا الفيروس من اجل اقناع المواطنين بها، ومراجعة عياداتهم والتخلي عن اخذ اللقاحات وهو للاسف اسلوب غير مهني ويتنافى مع العلم والمنطق، فهل من المعقول ان يبتكر طبيب لا يملك اية مختبرات او امكانيات طبية حقيقية القدرة على انتاج علاجات وبروتوكولات تشفي لوحدها من هذا الفيروس بشكل حاسم، في وقت تقف فيه عاجزة اعتى المؤسسات الطبية المتقدمة في العالم عن ابتكار علاج حاسم ونهائي له باستثناء اللقاحات التي بدت انها المنقذ الوحيد للحد من انتشار الفيروس وتهديداته لمختلف مناطق العالم .
إن اللقاحات المطروحة للتداول هي لقاحات قامت اكبر شركات ومختبرات الادوية في العالم بانتاجها بعد اجراء ادق التجارب والفحوصات عليها للتاكد من عدم تسببها باخطار مهددة للحياة، اضافة الى مصادقة منظمة الصحة العالمية عليها، فضلا عن وصفها اجراء وقائيا احترازيا ضروريا للحد من الاصابة بهذا الفيروس، وهو اجراء متبع في جميع انحاء العالم من اجل حماية مواطنيها اولا، ولتخفيف قيود الحظر للسماح لمواطنيها بممارسة انشطتهم الوظيفية والمعاشية والاقتصادية المختلفة.
التشكيك بجدوى اللقاحات من قبل البعض والترويج لعدم فعاليتها وعدم تشجيع المواطنين لاخذ جرعات من اللقاح هو نوع من الجهل والتخلف واشاعة المرض واليأس بين الناس، وهو عمل اجرامي خطير قد تعامل القضاء معه مؤخرا، عندما توعد بمحاسبة هؤلاء المحرضين بعقوبات قانونية صارمة.
لا يمكن أن يحمي المواطنون انفسهم من خطر الوباء القاتل، ما لم يثقوا بأهمية اللقاحات بوصفها حائط الصد الاول لوقاية انفسهم من المرض ولتجنب تعرضهم الى الاصابة القاتلة بهذا الفيروس، الذي فتك بارواح الملايين من سكان العالم، وهذا لن يتحقق الا من خلال برامج توعوية فاعلة ووسائل تشجيع مختلفة للمواطنين. يكون الاعلام والصحافة والجهاز الحكومي العنصر الاهم فيها عبر برامج مكثفة بهذا الخصوص.