{طالبان} تحتلّ عواصم خمس ولايات أفغانيَّة

قضايا عربية ودولية 2021/08/10
...

 كابول: وكالات
 
باتت حركة طالبان صباح أمس الاثنين تحتلّ خمساً من عواصم الولايات الأفغانيَّة البالغ عددها 34، بعد أن استولت على ثلاث منها قبل يوم واحد، بما في ذلك مدينة قندوز، وبفارق بضع ساعات استولى المسلحون بعد قتال عنيف على قندوز التي كانوا يحاصرونها منذ بضعة أسابيع، ثم سيطروا على "ساري بول" و"تالقان" عاصمتي المقاطعتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.
وقال ذبيح الله حميدي، أحد سكان تالقان، عاصمة ولاية تخار، لوكالة "فرانس برس": إنَّ العنف بدأ في صباح الاثنين وانتهى الأمر بطالبان بالسيطرة على المدينة "بدون كثير من القتال"، وإن المسؤولين الرسميين والقوات الأمنية فروا من المدينة.
وأكد مسؤول أمني فرار القوات الأفغانية وقادة محليين إلى منطقة قريبة. وقال: "فشلت الحكومة في إرسال مساعدات لنا، وانسحبنا من المدينة بعد ظهر الأحد".
من جهته أكد المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، سيطرة الحركة على تالقان، مشيرا إلى "عودة الأمن" إليها وإلى قندوز وساري بول اللتين سقطتا بايدي الحركة صباحا.
وتشكّل السيطرة على قندوز أكبر نجاح عسكري لطالبان منذ بدء الهجوم الذي شنته في أيار الماضي مع بدء انسحاب القوات الدولية الذي يجب أن ينتهي بحلول 31 آب الحالي.
وفي نهاية حزيران، استولت طالبان على معبر شير خان بندر الحدودي في جنوب طاجيكستان، وهو محور حساس للعلاقات الاقتصادية مع آسيا الوسطى.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية: إنَّ القوات الحكومية تحاول استعادة مناطق رئيسة في قندوز. وأشارت إلى أن "عناصر الكوماندوس شنوا عملية تطهير شملت بعض الأماكن، بما فيها الإذاعة الوطنية ومباني التلفزيون هناك".
وقال ابراهيم ثوريال باهيس، أحد المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية: إنَّ "الاستيلاء على قندوز مهم حقا لأنه سيتيح إطلاق سراح عدد كبير من مقاتلي طالبان الذين يمكن حشدهم في أماكن أخرى في شمال افغانستان".
وبعد قندوز، سقطت ساري بول أيضا في أيدي طالبان. وكان مقاتلو الحركة قد استولوا السبت على شبرغان، معقل زعيم الحرب الشهير عبد الرشيد دوستم.
من جهته، أكد مرويس ستانيكزاي، المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، أنه تم إرسال تعزيزات، بما في ذلك أفراد من القوات الخاصة، إلى ساري بول وشبرغان. وأضاف أن "المدن التي يريد (عناصر) طالبان الاستيلاء عليها ستصبح قريباً مقابرهم".
كما سيطر المسلحون يوم الجمعة على مدينة زارنج عاصمة ولاية نمروز (جنوب)، على الحدود مع إيران، وتتعرض قندهار (جنوب) وهرات (غرب)، ثاني وثالث مدن البلاد، لهجمات المسلحين منذ أيام عدة، على غرار ما يحصل في لشكركاه (جنوب)، عاصمة إقليم هلمند، أحد معاقل المتمردين.
وفاجأت سرعة تقدم طالبان المراقبين وكذلك قوات الأمن الأفغانية، على الرغم من المساعدة التي تلقتها من القوات الجوية الأميركية.
إلى ذلك، قال مدير الإدارة الآسيوية الثانية لدى وزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف: إنَّ التوقعات من لقاء الدوحة بشأن أفغانستان 11 آب (غداً الأربعاء)، إيجابية، وإن اللقاء سيمثل مرحلة مهمة.
وأضاف كابولوف أنه لا يمكن الحديث عن تقدم حقيقي في عملية السلام في إطار المحادثات بين أطراف الصراع في أفغانستان قبل الخريف المقبل. وتستضيف العاصمة القطرية الدوحة، غداً الأربعاء، اجتماعا لـ "الترويكا" الموسعة (روسيا والصين والولايات المتحدة وباكستان) بشأن أفغانستان.