تراتيل الحرب على لبنان

آراء 2021/08/10
...

    محمد شريف أبو ميسم 
صاروخان صوتيان أطلقا من جهة غير معلومة على شمال الكيان الإسرائيلي في منطقة مفتوحة، أعقبهما قيام دولة الاحتلال بقصف بعض مناطق جنوب لبنان، فكان رد حزب الله بنحو 19 صاروخا على أرض مفتوحة.
 
ثم تواصل التصعيد الاعلامي، بالتزامن مع المحاولات الأميركية والبريطانية لاصدار قرار دولي يدين ايران بشأن ما تعرضت له سفينة شحن اسرائيلية قبالة السواحل العمانية قبل اكتمال التحقيق، بينما طالبت أطراف دولية بضبط النفس بشأن ما يحصل في الجنوب اللبناني، ونقل عن الجيش اللبناني الجمعة الماضية، إن قواته تقوم بالتعاون مع قوات اليونفيل لاعادة الهدوء الى المنطقة. بيد ان صباح السبت حمل لنا خبر قيام طائرات دولة الاحتلال بقصف مواقع في قطاع غزة ردا على إطلاق بالونات حارقة باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع.      
والسؤال هنا ما الذي تريده دولة الاحتلال بفتح أكثر من جبهة مع ايران وفصائل المقاومة في المنطقة، وهي تعلم ان قدرات حزب الله الدفاعية والهجومية تطورت عما كانت عليه، ويمكن أن تلحق الضرر بجانب دولة الاحتلال في حال اشتعال فتيل الحرب الميدانية، وان فصائل المقاومة في قطاع غزة باتت تملك قدرات صاروخية استطاعت أن تغير من قواعد الاشتباك، فلماذا تفتح جبهة أخرى مع قطاع غزة؟ وهل سيتسع الأمر ليشمل ضرب فصائل المقاومة في العراق تحت مبررات معدة مسبقا خلال الأيام المقبلة؟.
والاجابة هنا لا تتعلق بشأن رغبة دولة الاحتلال في فشل المفاوضات الجارية حول الملف النووي الايراني كما يذهب البعض، وانما تتعلق بزيادة الضغط على ايران بهدف ايقاف دعمها لفصائل المقاومة، وايجاد حل في اطار هذه المفاوضات لهيكلة هذه الفصائل والغاء وجودها من الساحة الشرق أوسطية، بالتزامن مع الحروب النفسية والاقتصادية والاستخباراتية والسيبرانية وأخيرا حرب الناقلات.
ولأن وجود هذه الفصائل مرتبط باستمرار وجود الاحتلال، ما يعطي المبرر لبقائها وتوريث الصراع، في وقت تريد فيه حكومة شركات العولمة الداعمة لدولة الاحتلال، تريد منطقة منزوعة السلاح في الشرق الأوسط، بهدف الانطلاق في بناء مشروعها الذي يربط بين ثلاث قارات بما ينسجم والمشروع الصهيوني {من الماء الى الماء تترامى أطراف الدولة اليهودية الكبرى}. 
وعلى هذا فان شمول فصائل المقاومة العراقية بأي عدوان متوقع خلال هذه الأيام، سيفسر ما نحن بصدده ليكون ملف فصائل المقاومة من بين أهم الملفات التي ستحسم في سياق الاتفاق النووي، وسيتفاجأ الجميع بتطبيق (حل الدولتين) تحت مظلة رساميل العولمة ليكون مبررا لنزع السلاح واقامة منطقة تحكمها شركات العولمة الأمنية.