ما أن يحاول المشرّع العراقي حل مشكلة ما او انصاف شريحة تعرضت للظلم والاضطهاد على يدي نظام صدام المقبور، حتى تطل برأسها شريحة اخرى ذاقت هي الاخرى مرارة الظلم والتعسف على يدي النظام الجائر .
ونعيد اليوم نشر مناشدة شريحة او جماعة (البطاقات الحمراء) الهاربين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية في جيش صدام، بعد ان رفضوا المشاركة في الحروب العبثية التي خاضها ذلك النظام الارعن، يشكون فيها من تعرضهم للظلم في ذلك الزمن التعيس وعدم الانصاف في وقتنا الحاضر من قبل النظام الديمقراطي الجديد. وجاء في المناشدة التي وقعها لفيف منهم، انهم يطالبون مجلس النواب بانصافهم وتخليصهم من تبعات ما سمي بالبطاقات الحمراء التي منحها اياها النظام المقبور بعد تسريحهم من الجيش في العام 1988، مبينين انهم تعرضوا لأبشع أنواع التنكيل والتعذيب عبر ممارسات لا انسانية قام بها ضدهم جلاوزة النظام المذكور، مثل الحكم بالسجن وقطع صيوان الاذن ووشم علامة ناقص على جباههم، فضلا عن منعهم من السفر او التوظيف او اكمال الدراسة، اضافة الى عدم منحهم شهادة التخرج للخريجين منهم، علما ان اعدادهم تصل الى نحو 50 الفا .واوضحوا في الرسالة، انهم وبغية المطالبة بانصافهم من قبل النظام الحالي، خرجوا بتظاهرات كبيرة في عدد من المحافظات، وقاموا برفع العديد من الشكاوى للبرلمان عن طريق النواب، الامر الذي ادى الى تحويل موضوعهم الى قانونية البرلمان، بيد انه وحتى الان لم يصدر شيء من مجلس النواب بحقهم. من هنا يطالبون بانصافهم اسوة بالسجناء السياسيين ومنحهم راتبا تقاعديا، لكونهم تقدموا بالعمر وحرموا من الوظائف واكمال الدراسة، اضافة الى أن الكثير منهم وشمت جبهته وقطع صيوان اذنه، ما تسبب بآلام نفسية كبيرة لهم.