ضجيج

ثقافة 2021/08/11
...

 زهير بردى 
 
 إلهٌ متمرّد.. يحملُ أسمالَ كاهناتٍ ثقبنَ الأرضَ بالشمعِ. وحطبنَ على عاتقهنَّ يأس آدم، لم يعشْ طويلاً كما كُتب في المسلّاتِ، ولم يقدر أن يستبدلَ جسدَهُ بغيرِه. حينَ كانَ يختارُ جلوساً أمامَ ماءٍ، يندلقُ بسخونة جنّيٍّ، من بعضِ ثقوبهِ الصغار. 
إلهٌ ليس ينامُ فوق جدارٍ تماماً. ويختارُ خرّم لوحٍ باذخ السواد، أمام معبدٍ أربكَ فوضى الورد. في طلّسمٍ يتسكّعُ باسمالِ الماءِ من المكانِ نفسه. 
وينزلُ بودٍ سريعاً ليستريحَ الضوءُ بصلصال امرأة تشمُّ ثديَ طفلٍ، أحتضرُ مرتعشاً كعريس وأصرخُ قبل التعاويذ، قلْ شيئاً أيّها الطينُ وأنت ترديني الى الفراغاتِ رغماً عن ضجيجٍ من دون جسدي. وتعرف حقّاً أن معناي رملٌ في صحيحكَ وأنتَ تتسخُ بنسخةِ ضوءٍ. 
ووسعكَ أنْ تكونَ كائناً بلا هيكلٍ عظمي.. على قارعة التراب التي جلستما، هذا ما تبقى لكما من آخر حبة قمح ضيقة لا تسع شفتيكما او ربما سقطت من عنقود عنب في شجرة تجاعيد آدم وامرأته حواء ومن آخر حرب انجبتكما أو من إله مر سريعا على عجلة موعد حب كل شيء يموت بشكل لائق ويجيء الملائكة والكهنة وهم يخططون للصعود الى ابسو بأسمالهم البالية السماء الان تلبس نظارات سوداء وتنظر إلى أضرحة تطمس رخامها الأبيض في الظلام وتغتسل بنبيذ يسيل من فم فراشة لا تعرف ان الورد كان يرشف شفتيها بصلصال جن عتيد وطعم زيت أنتم يسيل من حبل غسيل قبيح هذا الموت النحيف ينزل من قبعة الضوء بألفة الى فنجان شفتيكما يثمل بخيبة بخت وينظر إليكما، وعلى الأرجح يعجن صلصالكما بالزيت بدفء يد ناسك في مرايا أخطاء لبصري أعمى ينزل من قيثارة تعويذة لم نرها في العشاء الأخير وفي بقايا قماش قميص يوسف
الأحمر.