أهلاً بدول الجوار

آراء 2021/08/12
...

   سعاد حسن الجوهري 
 
ايام تفصلنا عن حدث اقل ما يوصف بالمهم وفي منعطف حساس وخطير تمر به منطقتنا وعلى مختلف الصعد، الا وهو المؤتمر الاول لدول الجوار الإقليمي نهاية الشهر الحالي والمزمع عقده في عاصمتنا الحبيبة بغداد. 
الانباء الواردة من اروقة الحكومة وسلكها الدبلوماسي تفيد بارسال العديد من رسائل الدعوات الى زعامات وقيادات دول جوار العراق، لحضور هذا المحفل السياسي الكبير الهادف الى طرح جميع التحديات والارهاصات، التي تعتري مسار هذه البقعة الملتهبة من الارض على طاولة الحوار والتشريح، بغية ايجاد الحلول العملية والعلمية الرصينة لتجاوزها. 
ان هذا الملتقى وبكل المقاييس خطوة بالاتجاه الصحيح لتعزيز مكانة العراق في استعادة دوره الريادي في المنطقة والعالم. 
ويثبت اكثر من ذي قبل تطلع بغداد الحب والسلام، الى ترميم شبكة علاقاتها مع محيطها الاقليمي والدولي بنحو يؤمن مصالح الشعوب وعلاقاتها واواصرها بعيدا عن منهج الخلاف والاختلاف والتراشق والنعرات واذكاء 
الفتن.  
مبادرة رائعة ومهمة بحاجة ماسة الى دعم وتعضيد من قبل جميع الفعاليات السياسية والاكاديمية والثقافية والاعلامية في العراق، كونها تمثل ضرورة ملحة تثبت للعالم أجمع ان يكون وطننا عازما على أن يكون نقطة تلاق ومنطلقا لتقريب وجهات نظر جميع الفرقاء ليس فقط في الشرق الاوسط، فحسب وانما في العالم بشكل اوسع ويطمح لاعتماد لغة الحوار منهجا، لاحتواء وتجاوز الخلافات وتغليب مصلحة الشعوب وتجسير العلاقات خدمة لهذا الهدف السامي، الذي من المفترض ان يطمح له الجميع من دون استثناء. 
يحدو بنا الامل ان تكون طاولة حوار بغداد شاملة وجامعة لكل ملفات الخلاف السياسية والامنية والاقتصادية وغيرها، وان تتسم مخرجاته بنقاط تعالج مواطن الخلل وتقفز بعلاقات شعوب المنطقة الى ما هو خير وصلاح وسداد.