بازار نسائي للمواهب والأشغال اليدويَّة في بغداد

الصفحة الاخيرة 2021/08/12
...

 بغداد: عواطف مدلول 
اقيم في احدى قاعات فندق قصر السدير بازار ضم اعمالا حرفية لـ (60) موهبة في مختلف المجالات والهوايات بالاشغال اليدوية والرسم والخياطة، واعادة تدوير المخلفات وغيرها من مختلف المحافظات العراقية، اذ تأتي تلك الخطوة لتشجيع النساء على عرض نتاجاتهن وابداعاتهن تحت عنوان (ابدعي).
واوضحت السيدة ميسون الخفاجي المسؤولة عن تنظيم تلك الفعالية التي استمرت يومين أن الهدف منها اثبات أن المرأة العراقية بالرغم من كل الظروف القاسية والصعبة والضغوطات الكبيرة من حولها قادرة على أن تعمل وتنتج بل وتغير حركة السوق، وقد توفرت لنا فرصة اقامة هذا البازار بعد أن قدم لنا مدير فندق قصر السدير مشكورا قاعة مجانية لتحقيق ذلك، وسمحنا بمشاركة عدد محدود من الرجال بعد أن اطلعنا على ابداعاتهم التي تستحق أن تعرض بالبازار، ولاقت ترحاباً واعجاباً كبيراً من قبل 
الحضور.
الرسامة نور باسم التي تعاني من عجز وضعف شديد بالسمع (من ذوي الاحتياجات الخاصة) تحدثت بالنيابة عنها والدتها قائلة: كانت مشاركة ابنتي بعدد من اللوحات الفنية المختلفة، اذ ظهرت موهبتها من عمر خمس سنوات ولم نهملها ابدا حتى اصبحت حاليا بعمر 22 سنة وقد اعتدنا على دفعها للمساهمة بالمعارض كي لا تندثر موهبتها. 
اما السيدة فنون احمد الموظفة بوزارة الرياضة والشباب في محافظة النجف فقد انتجت بعض الاعمال اليدوية الى جانب عرض عدد من الانتيكات والتحف الجاهزة، واشارت الى أن لديها شغفاً كبيراً بعمل اشغال من الفخاريات والخشب ذات الطابع التراثي المفضلة لدى الناس وتلك الامور من ضمن اهتماماتها القديمة التي لم تستطع أن تتخلى عنها بل بالعكس تسعى لتطويرها واضافت: البازار كان فرصة للقاء مع شخصيات نسائية متميزة وليست عادية. 
واكدت والدة ديما سعد داوود الطفلة الوحيدة التي شاركت بعدد من اللوحات، ان تلك المشاركة ليست لغرض البيع والتجارة بل من اجل أن يرى الناس ابداعها وبالمقابل تتعرف هي على مواهب اخرى وتلتقي بفنانين، من الممكن أن تتعلم منهم لاسيما اذا كانوا اكبر سنا منها، مشيرة الى أن بذور موهبة ديما ظهرت في عمر الثلاث سنوات وهي الان انتقلت للمرحلة المتوسطة وقد اسهمت بانشطة وبازارات وفعاليات شتى سابقا وفازت الاولى بمهرجان اقيم للأعمار الاقل من 16 سنة في مصر عام 2020 وبعدها حضرت بمسابقة في لندن. 
ومن الرجال الذين برزت اعمالهم بهذا البازار السيد صفاء الدين المشهداني خريج كلية الآثار بجامعة الموصل المختص باللغات العراقية القديمة، اذ عمل بعد التخرج بالمسماريات من اجل أن يتعرف الناس على الحضارة العراقية القديمة من خلال النصوص المسمارية والعلامات والقلائد بشكل حديث يمزج بين الحضارة والحاضر ومن ثم لجأ للبازارات، لانها تضم اعمالا يدوية وحرفية، ولا يحضرها الا من كان لديه المام واهتمام بالحضارة 
والتراث.