بغداد: نور الاخرس 

 

مع بداية شهر محرم، تبدأ مراسيم الحداد على استشهاد الحسين عليه السلام، ويعمّ السواد ويختفي لون الحياة لتملأ اللافتات جدران البيوت والطُرقات، لاسيما الشعبية منها، وبمكبرات الصوت والمسجلات ترتفع أصوات اللطميات، وتجتاح المسيرات والمواكب ومجالس العزاء الشوارع الرئيسة والأزقة، لكنها تتزامن مع فيروس كورونا، والذي بات يُشكل خطراً يهدد الجميع بلا استثناء. 

انقسام الموقف  بين مؤيد ورافض لاحياء تلك المجالس  بدا واضحاً، حيدر مؤيد أحد أصحاب المواكب الحسينية في استطلاع لـ«الصباح» قال إن «جائحة كورونا تسببت هذه السنة -على غير العادة- في إجباره على تطبيق الإجراءات الوقائية، ومنها التباعد لمسافات بين الحضور، للحد من تفشي فيروس كورونا». 

واضاف ان موكبه مستمرٌ لكنه ملتزمٌ بأوامر خلية الازمة، ومُتبع للارشادات الصحية، ومن ضمنها توزيع الكمامات والمعقمات بين الحضور، مشددًا على ضرورة إقامة المجالس في الأماكن المفتوحة، فضلاً عن توزيع الطعام والشراب بأوان بلاستيكية تستخدم مرة واحدة. ومن جهته حدثنا مؤيد عن الاستعدادات لهذا الشهر  مؤكداً أنها مُكتملة فهم يجهزون لهذه المراسيم والشعائر طوال العام، وتُجمع الاموال بصندوق تبرعات على حدّ وصفه وأضاف أنها تبرعات ذاتية لا دخل لجهات معينة، رسمية أو غير رسمية، في جمعها.

وفي حديث لـ «الصباح» عبر المواطن علي شاه عن قلقه تجاه ما يدور في البلاد بقوله إنه «نظراً لصعوبة الوضع العام ولارتفاع معدل نسبة الإصابات يتحتم عليّ أن اتبع الاجراءات الوقائية، فالخطر يهدد الجميع والبلد غير مؤهل لأحياء المراسيم والشعائر». 

ورغم قرار  العتبتين «العباسية والحسينية» المقدستين بالغاء المراسيم السنوية لتبديل الراية الحمراء  بالراية السوداء مع بدء شهر محرم، حفاظا على سلامة الزائرين وتجنبا لخطر تفشي جائحة كورونا، الا أن الجموع الغفيرة كانت حاضرة وتحتشد عند الأبواب وفي الساحات، بين العتبتين بحُزن يملأ الوجوه. 

المتحدث باسم وزارة الصحة د. سيف البدر، في حديث لـ«الصباح» أكد ضرورة اتباع الارشادات الصحية  وارتداء الكمامات وضرورة اخذ اللقاح، وحذر من التجمعات، دينية كانت ام مناسبات عامة وخاصة. وأضاف أنه من الأفضل أداء الزيارة عن بُعد ولا حاجة للتجمعات، ومن يصر على ذلك عليه أن يلتزم بشروط التباعد الاجتماعي، سيف البدر قال أيضا، ان للوزارة خططاً سُيعلن عنها مع اقتراب يوم العاشر من محرم، وأكد أن المرجعية الرشيدة وجهت نداءات في أوقات سابقة بشكل واضح وغير قابل للتأويل بضرورة تأدية الزيارة عن بعد، الا أن الالتزام بهذا كان محدودا 

للغاية.