التربية في الإسلام بين الأمس واليوم

اسرة ومجتمع 2021/08/14
...

   كاظم السعيدي 
 
عندما نسلط الضوء على سيرة الرسول الكريم محمد (ص) لوجدنا الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، تتحدث عن بناء الفرد المسلم من الناحية التربوية الصحيحة، إنطلاقاً من مرحلة الطفولة، الى مرحلة النضج الكاملة.. لوجدنا تلك المسيرة حافلة بالأحاديث النبوية المختلفة والكثيرة، ومنها ماهو للتوجيه أوللنصح والإرشاد، وما هو للتعلّم.. من أجل تثبيت القيم الإسلامية النبيلة في نفسه.. فقد اهتم الإسلام بهذه المرحلة، ولمْ يتركها عرضة لأمزجة الأسرة والمربين.. فلو أمعنا النظر في الحديث الشريف القائل: ( دعْ ابنك يلعب سبعاً، وعلّمهُ وأدبهُ سبعاً وصاحبهُ سبعاً) صدق رسول الله.. لوجدنا هذا الحديث النبوي يقسّم مرحلة نضج الطفل المسلم الى ثلاث مراحل.. أولها مرحلة الطفولة، والتي حددها الرسول بسبع سنين، فاطلق عليها مرحلة اللعب.. حيث يكون فيها الطفل أميراً.. يلعب كما يحلو لهً إلاّ ما خلا من توجيهات بسيطة بعيدة عن الأوامر.. حفاظاً على حياته وصحته، وحمايته من الأذى الذي قد يتعرض إليه.. من خلال اللعب. كل هذا من أجل ألاّ نمنعهُ من ممارسة حق طفولته في الحياة، الذي هو حقّهُ الشرعي والإنساني.. فترك له المجال ليلعب ويشارك أقرانه بكل الأنشطة، ومن ضمنها اللعب المنظم والحر.. والرياضة والمسابقات الفردية كالجري ورمي القرص، وركوب الخيل وغيرها.. كي يقوى ويصح بدنهُ.. لينشأ صحيحاً معافى.. فتلك كانت الفرص المتاحة للطفل قبل اربعة عشر قرناً.. أما اليوم بظل التقدم والتطور العلمي، نجد المؤسسات التربوية قد أصبحت كثيرة.. (رياض الأطفال) والتي تهتم بشؤون الطفل، وخاصة رياض الأطفال الأهلية، وكثير منها تتبع اسلوب التربية المثالية أي (النموذجية)، لكي تكون أجورها عالية جداً. وقد قسمت الى ثلاث مراحل هي الأخرى أيضاً.
- أولاً الحضانة. و قد تحدد عمر الطفل فيها. من (2-1) سنة. 
- ثانياً الروضة. وفيها تحدد عمر الطفل. من (2 - 4) سنوات.
- ثالثاً التمهيدي.. وكذلك هي الأخرى قد تحدد عمر الطفل فيها.. من (4 - 6) سنة ليكون موهلاً للدخول الى المدرسة الإبتدائية.. ولنا عودة لنوضح ما يتعلمهُ الطفل في الحضانة. 
وفي هذه المرحلة يتلقى الطفل الرعاية الصحية والعناية به من ناحية تنظيفه وتغذيته، وفق جدول منظم محدد بساعات معينة يتلقى تغذيته خوفا عليه من الجوع والمرض. كذلك المحافظة عليه من عبثه أثناء اللعب مع أقرانه الأطفال. حينما يمارسون اللعب الحر، أو يسمعون الأناشيد الوطنية. التي تدفعهم للعب والحركة، وفي هذه المرحلة تبدأ عند الطفل مرحلة المحاكاة والتقليد للآخرين، 
فيتأثر بمربيته لأنه يقضي وقتاً كثيراً في الروضة. 
يمتدُّ من الصباح الى وقت العصر. فهنا ينصبُّ الاهتمام بأطفال هذه المرحلة على التغذية الصحيحة، وقد وضع لها جدول محدد بالساعة لأن الطفل يتناول في الروضة، الفطور والغداء بشكل منظم كي يتعلم آداب المائدة، وحفاظاً على صحته، كي لا يمرض فهو بحاجة لمتابعة تغذيته. وأما المرحلة الثانية التي تحدد عمر الطفل فيها من (2 - 4) سنوات. وهي مرحلة الروضة، وبهذه المرحلة يكون الطفل قد تعلّم آداب الطعام، وآداب الجلوس على الكرسي. وصار يجيد استعمال الملعقة والشوكة، ونعلمه كيف يتعامل مع زملائه ويحترمهم، لأنه صار بعمر الأربع سنوات، وللحديث صلة..