سرور العلي
تعمل ألعاب الفيديو المخصصة للأطفال في شبكات الإنترنيت على تدمير نفسية الطفل، ودفعه للعزلة والشعور بالتوحد والاضطهاد، وتغيير سلوكه مع المحيطين به، ودفعه إلى الانتحار في نهاية المطاف.
وكثيرة هي نسبة الوفيات لمراهقين، وأطفال مارسوا تلك الألعاب التي تستحوذ على أدمغتهم، باعطائهم أوامر مختلفة وعليهم تنفيذها، كالقفز من مكان مرتفع، أو تناول مادة سامة، أو جرح اجسادهم بآلة حادة وغيرها، ومن هذه الألعاب الشهيرة هما “الحوت الأزرق”، و”مريم”، وراح ضحيتهما عدد كبير من الأطفال، ويدفع الفضول وحب الاستطلاع، والشعور بالمتعة والتسلية الطفل للخوض في هكذا وسائل، من دون معرفة النتائج السيئة لاحقاً حتى يصل إلى مرحلة الأدمان، والانصياع لكل تعليمات اللعبة، والتي تدفعهم للتنمر على اقرانهم، وممارسة مختلف انواع العنف عليهم، كاللفظي والجسدي والفكري، ونشر الكراهية، والسلوك العدواني بين أفراد المجتمع، وعلى العكس هناك ألعاب تعمل على تنشيط العقل، واكتساب المعلومات، وزيادة ذكاء الطفل، وتكوين لديه خبرة ومعرفة يحتاجهما في حياته اليومية.
وتتصف الألعاب الإلكترونية المميتة بالرعب والاثارة، والغموض والتحدي، وتسبب الساعات الطويلة التي يقضيها الطفل أمام العاب الفيديو السمنة المفرطة، وارتفاع الكولسترول والسكر، وقلة الحركة والنشاط، والخمول والكسل، وتراجع المستوى التعليمي، كما تصاب العين بضعف النظر والاعتلال، نتيجة التركيز المستمر على شاشات الاجهزة اللوحية، كما أن الضرر يطول الرقبة فتصاب بالتشنجات المستمرة، وتلف الأعصاب، والإصابة بالتشنج اللويحي.
مما يدعونا الأمر إلى شن حملات توعية تحث الأسر على مراقبة أطفالهم، ونشاطهم على الإنترنيت، وابعادهم عن كل ما يسبب لهم دماراً نفسياً وجسدياً، وتهيئة جو ملائم مليء بالحب والتفاهم، كي لا يهرب الطفل لتلك الوسائل، وتحذيرهم من الاستمرار بهذه الألعاب، كونها قاتلة، وعدم ترك الأطفال لوقت طويل على الإنترنيت، كما أن على الجهات المختصة تجريم أي لعبة وحظرها داخل البلاد، لتجنب خطورتها، كما تلعب المدرسة دورها في ارشاد التلاميذ، وتوعيتهم بالمخاطر للحد من تفشي الظاهرة، والعمل على تقديم المواد التعليمية والقصص بشكل أفلام الفيديو، لاستغلال التكنولوجيا بصورتها الصحيحة.