التزييف العميق

ثقافة 2021/08/14
...

  سيزر إيوان جارو  
 
صدر حديثا عن دار أمجد للطبع والنشر والتوزيع كتاب (التزييف العميق- لغة الذكاء الاصطناعي في حروب السيبران الإعلامية) للدكتور علي مولود فاضل وسيف عدنان عباس. 
توزعت موضوعات الكتاب بين (150) صفحة، مقسمة على اربعة فصول، وجاءت لتعالج موضوعات مهمة تتعلق بالأمن الاتصالي، وأمن المعلومات والحروب الاعلامية الرقمية. 
ووفقا للاطلاع والمتابعة يُعد هذا الكتاب من الاصدارات الأولى في هذا المجال، والذي يسعى للحد من خطورة التزييف وتوعية الشعوب والحكومات بمخاطر التزييف العميق، وبخاصة بعد تنامي دور الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية، وانتشار الجرائم الالكترونية، وتعاظم دور الحروب الالكترونية وفقا لما جاء في شروحات الفصول. 
وتضمن الكتاب مقدمة جاء في بدايتها موجَزٌ مُبسط للكتاب (شكلت ظاهرة التزييف العميق قلقاً كبيراً لدى المجتمعات مؤخراً، لا سيما مع تنامي القدرات الرقمية الحديثة، وتعاظم دورها في الحياة الافتراضية، ويعد التزييف العميق من الأساليب العدائية التي يمكن أن تستعمل ضد شخصية معينة أو جهة ما؛ لغرض تشويه صورتها أو الإساءة إلى سمعتها). 
وجاء في المُقدمة ايضاً (مع التطور الكبير في تقنيات الذكاء الاصطناعي ودخوله إلى أغلب مجالات الحياة، وتحوّله من أوامر حوسبة إلى حقيقة موجودة على أرض الواقع، تُنفِذ الأوامر التي تُعطى لها؛ استفادت خوارزميات التزييف العميق من هذه القدرات التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي ووظفتها في خدمة الحروب التي يرغب متقنو التزييف العميق شنَّها ضد خصومهم أو الجهات التي يرومون عداءها، وهذا السلوك لم يقتصر على العداء والخلافات فحسب، بل تطوّر إلى حروب كبرى يمكن أن تنفذها جهات عالمية، لا سيما مع بروز الأمن السيبراني والحروب التي تقع تحت مظلته؛ لهذا باتت معادلات الحروب الرقمية خطراً يربك العالم بأسره، وصار الإعلام والفضاء الرقمي للمعلومات أرضاً افتراضية صالحة لاندلاع هكذا أنواع من الصراعات التي تهدد استقرار الدول وشعوبها، وتبث الرعب في النفس البشرية، وتعيق الأمن داخل عقولهم). 
الكتاب يوضح للمختصين والهواة والباحثين مفاهيم عدة، إذ يستعرض الفصل الثاني البرامج المتطورة الخاصة بمكافحة التزييف العميق وتعزيز الأمن السيبراني، وتحقق العاملين في الإعلام مِن الفبركة العميقة، وبخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، فالفصل الذي نحن فيه يرى هذا التقصي نوعاً من الأدلة الجنائية في الأمن الإنساني. 
أما الفصل الثالث، فقد ركز على (الذكاء الاصطناعي ومصطلحاته وتعريفاته، وتاريخه والمجالات التي يعمل فيها، واستعرض أيضاً خصائص الذكاء الاصطناعي وأهدافه وإمكانياته، ومكوناته، والمَهام التي يقوم بها، وانتهى بعرض النظم التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي، 
وأهم تطبيقاته). 
وخُتِم الكتاب بالفصل الرابع الذي درس الآثار المترتبة على السياسة والاجتماع والإعلام نتيجة وجود التزييف العميق، وقدم الفصل شرحاً لخطورة التزييف سياسياً، وبيَّن أثره على الصحافة الرقمية، والعالم الافتراضي، وكذلك وضّح التهديد الذي يشكلّه التزييف الذي يسعى إلى تضليل البيئة الإعلامية، ثم استعرض الفصل العصر الاجتماعي بعد التزييف العميق وما سيؤول إليه المجتمع حينها.