كربلائي يصنع مجسمات وتماثيل من «الخردة»

الصفحة الاخيرة 2021/08/16
...

 الصباح: عواطف مدلول 
 
لم يكن يتوقع يوماً ما أن يخرج من دائرة عمله الاعتيادي المعروف بتصليح الدراجات النارية، لكن بعد سفره قبل اكثر من عامين الى ايران شاهد حيدر الاعرجي(32 عاما) الذي يسكن قضاء الهندية في محافظة كربلاء بعض التماثيل المصنوعة من (الخردة)، موزعة في حديقة عامة بطريقة جذبت الزوار والسيّاح اليها، لا سيما العراقيون منهم،  فهمّوا بالتقاط الصور حولها وبالقرب منها، ومن هنا انطلقت اول شرارة لابداعه الذي اخذ يتوسع من خلال انتاج مجموعة من الاعمال الفنية الفريدة من نوعها، باستثمار مخلفات وادوات الدراجات المستهلكة، اذ لم يسبق لاحد قبله أن يخوض بذلك المجال في العراق. 
 كان اول عمل ينجزه الاعرجي وهو صاحب مجمع ادوات و(تصليح) الدراجات النارية، تمثالاً لفيل وضعه في باب ذلك المجمع، وسرعان ما نال اعجاب الكثير من الناس، بل حتى صار يلتقط اغلبهم صورا بالقرب منه، وهناك من يقصد المجيء اليه لغرض ذلك، كما ان السيارات المارة غالبا ما ينزل اصحابها منها لاجل تسجيل اجمل الذكريات الى جوار تمثال الفيل هذا. 
يؤكد حيدر انه في بداية عمل تمثال الفيل سعى للتبرع به مجانا للبلدية في المحافظة، كهدية منه للحي الذي يسكن به من اجل اضافة لمسة جمالية لها، لا سيما ان البلدية كانت قد قررت وقتها اقامة استدارة بالقرب من هذا الحي ويضيف: تم الاتفاق معي على وضع التمثال بمنتصف الاستدارة وسط (فلكة)، فقدمت طلبا من اجل ذلك وبقيت ما يقارب السنة اتابع معاملة ذلك الامر، حتى سمي المشروع استدارة الفيل لكن في النهاية تم انشاء الاستدارة ورفض وضع الفيل فيها، رغم الوعود الكثيرة التي حصلت عليها ومع انني تلقيت عروضا عدة لشرائه بمبالغ 
جيدة، خصوصا وانا رجل كاسب الا انني رفضت وفضلت بقاءه في المجمع.
ويشير الاعرجي الى أن خطوته الثانية كانت من خلال انجاز تمثال للتنين بارتفاع ثلاثة امتار ونصف، وحاليا هو في مراحله الاخيرة، الى جانب ذلك فقد اكمل صنع مجسمات صغيرة على اشكال مختلفة مثل دبابة وماكنة حراثة ودراجات صغيرة واخرى رباعية وغيرها.